ابراهيم عيسى العمله " في ذكرى النكبة "

ابراهيم عيسى العمله " في ذكرى النكبة "ث
حجم الخط

تسع وستون سنةً مرّت على النكبة ولن تكون ....

تسع وستون سنة مرت على النكبة ولن تكون ....

ظنوا الأمر لن يطول

لن يزيد على طبخ قرارٍ أممي

وعزمِ وعزيمة أولي القُربى والوعود

ثم يعود الكلّ لبيته ، لحقله

لمدرسته ، لسوقه ، لسمرِه

لكنالقرارات في المطبخ الأممي

تقيأتها الأدراج ومع توالي السنين احترقت

ووعود أولي القربى تبخرت

ثبت أنّ الحكاية متقنة الاخراج

أصبح لنا في كلّ المعمورة خيام

هموم وتيه وفي مهب الريح ننام

فنِي الكبار وورثوا الصغار عشق الأرض

وقُصاصات طابو ومفتاحاً لن يصدأ

فالوطن في الذّاكرة مغروس

وأصبح له في خريطة جيناتنا جين

مرت تسع سنةً على النكبة ولن تكون ... .

تسع وستون سنة مرت واللاجئون حتماً عائدون

بالعرق والدم والعلم والنحت في الصخر ستكون

الباطلُ ومكعبات الإسمنت لن يكون

الجدار الحية الربداء لن يدوم

اللّوحة اللامتناسقة الألوان واللّكنات على أرضنا

اللّوحة اللامتناسقة الألوان واللّكنات على أرضنا

لن تدوم ، لن تدوم ، لن تدوم

فالجَد وإن قضى لازال يرنو للوطن

ورثَ الأحفاد الأمل وذي الصور

صورةَ البيت والحديقة تطالع الأحفاد في كأس الماء

البيارة والساقية وضحكات الصغار

الأفراح والأتراح وتغريد الأطيار

ومواسم الحصاد والأعياد

نداء المآذن وقرع الأجراس

الخيمة المتهالكة وحصة التموين

خالتي وصرتها وخطاها المرتجفة

والتفاتاتها العجلى ترنو بقايا القباب

وفلول جيوشٍ مهزومة متعددة الولاءات

وأمهات مبقورة البطون

وأطفال يذبحون من الوريد إلى الوريد

والجارة الوالهة نسيت رضيعها

ترمى بسهام الاتهام والشفقة في آن

والحدود للرحيل مشرعة الأبواب

وأما للعودة فموصدة بألف ، ألف باب

على النكبة مرت تسع وستون سنة ولن تكون ....

واللاجئون بإذن الله عائدون

الوعد وتخمةُ المخيمات تقذف البشر

الوعد والظلم والقهر وسيل بلغ الزبى

فالعسكر لا يلْغي حقّاً

مرت على النكبة تسع وستون سنةً ولن تكون ... .

بوعد الحق والعلمِ والعمل عائدون

فشفاؤنا من سقْم الانقسام العضال يسرع الخطا

وتهاوي الطّغاة بقبضات الشباب يبشر بالأمل

في غابر الأيام قصص شبيهة

كانت نهايتها للحق انتصار

لذا ستطوى هذه الحكاية وذيولها

لتصبح كلمات تقرأ

وستنتهي فصولُها بعبارة تختزل الحالة

اقتلعوا من ديارهم ألوفاً

وعادوا بعد حينٍ ملايين

ليس بالمفاوضات العبثية المنزوعة السقف

بل بالإيمان والعلم والقبضات

ليس حلماً ولا أمنيات

بل حتميةٌ تاريخية

فالراصد التاريخي يرى بالبصيرة كما الأحداق

حتى السلام السراب وسط الدوامة يغرق

حتى السلام السراب وسط الدوامة يغرق