تمكن المهندس الشاب محمد عدنان الأخشم (مقداد) 29 عاماً من صناعة إسمنت محلي خاص بأعمال التشطيبات الداخلية لحل مشكلة عدم توفر مواد البناء بسبب إغلاق المعابر.
وبدافع الحصار المفروض على غزة منذ سنوات والوضع الاقتصادي السيء السائد في القطاع وحاجة الناس إلى إعادة الإعمار والبناء خاصة بعد الحرب الأخيرة, إضافة إلى تضرره الكبير من انقطاع الاسمنت واغلاق المعابر وتسبب بخسائر كبيرة في عمله كونه صاحب شركة "إكسلنس بيلدنج" للمقاولات (بما يعادل مليون ونص شيكل), توصل محمد بعد 9شهور من البحث والدراسة وإجراء ما يقارب 250 تجربة عملية إلى فكرة اسمنت التشطيبات الداخلية كبديل خاص فقط لأعمال التشطيبات.
المنتج بداية لمنتجات أخرى..
وأكد المهندس محمد في حديث لوكالة خبر " أن ايجاد اسمنت أكثر قوة ممكن وأن هذا المنتج هو مجرد بداية, مؤكداً بقوله :"أسعى الآن برفقة فريق متخصص شركتي ليكون هذا الاسمنت بديلاً عن الاسمنت الإسرائيلي ويصبح صالحاً للاستعمال في كافة أشكال البناء .
منوهاً أن هذا لا يعني أن الاسمنت غير آمن موضحاً بقوله : "المنتج خضع حتى اللحظة لعدة اختبارات في الجامعة الإسلامية، ثلاث تجارب أجريت مسبقاً، وبقيت تجربة الأربعاء القادم وحتى اللحظة النتائج إيجابية".
وتابع محمد بقوله :" الاسمنت من الصناعات المهمة ولكن بنفس الوقت تعتبر صناعة بسيطة مقارنة بالصناعات التكنولوجية والآليات وغيرها, الاسمنت في العالم أكتر من 20 نوع و بصفتي مهندس مدني ومتخصص بالصناعات الانشائية بالتالي استطعت دراسة كل انواع الاسمنت وأخذت ما يناسب منهم".
"الجود من الموجود"
وعن طبيعة المواد التي يستخدمها مقداد في صناعة الاسمنت قال :"صناعة الاسمنت هو من الصناعات البسيطة لكن تحتاج لتوفر المواد الخام, وأنا أستخدم مواد متوفرة في غزة بالاضافة لمخلفات صناعية يتم التخلص منها بالنفايات, وأنا استغليتها بهذه الصناعة, وفي حالة عدم توفر هذه المواد يمكن الاستعاضة عنها بمواد اخرى, بتحمل نفس الخواص الفيزيائية وتتشابه في التركيب الكيميائي ".
أما حول تكلفة المنتج قال محمد لوكالة "خبر" : "تكلفة المنتج تعد غير غالية وفي نفس الوقت ليست رخصية، لكنها في هذا الوقت تعتبر اقتصادية حيث يصل سعر عبوة الـ 25 كيلو جرام إلى 25 شيكل ".
مشيراً إلى أن كمية الإنتاج اليومية تصل لـ 5 طن يومياً، وتم الانتهاء من تجهيز مصنع آخر لزيادة كمية الإنتاج, واستخدام اسمنت "اونست مكس" يوفر على المستهلك 85% من استهلاك الرمل.