لم يجد الأب عماد عريف (56 عاماً) من مدينة غزة، وسيلة للتعبير عن تضامنه مع ابنه باسل المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، سوى مشاركته إضرابه المفتوح عن الطعام.
في خيمة الدعم والاسناد المقامة على أنقاض "سجن غزة المركزي"، يستلقي عريف على سرير خشبي وهو مضرب عن الطعام لليوم الثاني على التوالي.
ويقول الوالد عريف: " أنا مضرب عن الطعام تضامنا مع باسل وجميع الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال حتى تحقيق جميع مطالبهم العادلة".
ومنذ الأمس لا يتناول الخمسيني عريف سوى الماء والملح، منوها الى أنه أسير محرر وذاق مرارة وقسوة الاعتقال، مضيفا أنهم لم يتلقوا أية أخبار عن وضع باسل وأنهم قلقون بشأن وضعه الصحي.
لم يرّ الأب أبنه الأسير منذ اعتقاله في عام 2002 بحجة المنع الأمني حتى أنه أصبح لا يعرف "شكله" كما يقول، وتقتصر الزيارة على والدته فقط.
اعتقل باسل في 19-8-2002 وهو مصاب، أثناء عمله بالشرطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية وحكم عليه بالسجن مؤبدين و52 عاماً.
وعن ولده الأسير، قال عمّاد: "إن باسل البالغ (35 عاماً) كان منذ صغره يعشق الوطن ومقاومة الاحتلال"، لافتا الى أنه كان رغم صغر سنه يساعد "المطاردين" من أبناء حركة "فتح" في الانتفاضة الأولى.
وانتقد عريف انخفاض مستوى التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام الذين ضحوا بزهرة شبابهم من أجل الوطن، داعيا الى أوسع مشاركة جماهيرية وفصائلية مع الأسرى.
وبجوار عريف يتواجد الأسير المحرر اياد السباخي من رفح جنوب قطاع غزة المضرب عن الطعام هو الآخر منذ يوم أمس.
وعلى سرير خشبي يستلقي اياد (37 عاماً) وبجواره زجاجة مملوءة بالماء والملح، ويقول: "لا يوجد لي أي قريب في سجون الاحتلال لكنني متضامن ومضرب عن الطعام تضامنا مع اخواني الاسرى".
وأضاف، "منذ 38 يوما وأنا أساند الأسرى فلا أرى زوجتي وأولادي ووالديّ وأقربائي وأصدقائي"، منوها الى أنه أمضى ثمانية أعوام في سجون الاحتلال.
وتحدث السباخي عن مرارة الاعتقال وعن تجربته في خوض الاضراب المفتوح عن الطعام، مشيرا الى أنه أضرب عن الطعام لمدة عشرين يوما متواصلة.
ووصف خوض "معركة الأمعاء الخاوية" بـ "الصعبة" في ظل عدم تناول الطعام لأيام طويلة والإجراءات التعسفية التي تمارسها إدارة المعتقل بحق الأسرى المضربين، لكن إرادة ومعنويات الأسرى أكبر من كل الملذات.
ويخوض حوالي 1800 أسير اضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 38 يوما، للمطالبة بتحسين ظروفهم الاعتقالية السيئة