المؤمنون كافة يقولون: إلاّ الله. المؤمنون المسلمون يقولون: إلاّ رسول الله. كانت في بلاد العرب كعبات، ولما ساد دين الإسلام، صاروا يقسمون بـ "رب الكعبة".. أي: إلاّ الكعبة في مكة.
هل أقول، كعربي فلسطيني، أو كفلسطيني عربي: "إلاّ مصر"؟ ومتى، في هذا الخراب العربي، نقول عن "المحروسة" ما قاله أحمد نجم، وغنّاه الشيخ إمام: "عقدتين والتالتة ثابتة.. وتركبي الموجه العفيّة"!
من أرض مصر، كان أول موحّد، لأنه في اللغة الفرعونية: أخن ـ آتون (حبيب الله) وصاروا يقولون إبراهيم الخليل (خليل الله).
كانوا يقولون عن نفرتيتي، زوجة اخناتون (حسنة الوجه). كانوا يقولون عن سارة، زوجة إبراهيم الخليل (حسنة الوجه). كانوا يقولون عن هاجر: (الغريبة).
نعرف أن المصريين أكثر شعوب الأرض تديُّناً. نعرف أن الأميركيين ثاني شعوب الأرض تديُّناً (يقولون عن الرب ـ الإله: القدير) كما يقول المسلمون: "العلي القدير" هو من أسماء الله الحسنى!
90 % من المصريين هم عرب سنّة؛ وفي السنة العربية يقولون عبد الله، وفي العبرية يقولون عن عبد الله (عوفاديا) لكن في الإسلام غير العربي قد يقول أهل الباكستان: "أسد الله" أو حتى "قتيل الله"، وفي الإسلام الإيراني يقولون: "آية الله" أو "روح الله".
قد يقصد أهل الباكستان من التسمي "قتيل الله" ما معناه "المجاهد في سبيل الله"، لكن أحدهم في مصر قرأ اسم "نتنياهو" هكذا "نتن ـ ياهو" أي "الفاسد" و"القذر" مع أن معنى الاسم هو "عطيّة الله" لأن في لهجة فلسطينية يُقال "انطيني" بمعنى "أعطيني".
دعنا من معاني الأسماء في اللغات، لأن إسرائيليا نبيها التفت إلى ما يهمنا في اللغة الصينية حيث كلمة "الأزمة" مُركّبة من كلمتين: "مخاطر وفرص" عملية السلام أزمة وفرص!
مخاطر الحروب الدينية والمذهبية تعصف ببلاد العرب السنّة، ودعاة السنّة المتطرفون لا يوفرون تكفير النصارى واليهود، وهم من "أهل الكتاب"، لكن إن مرضت سورية والعراق واليمن بحمأة التطرف، غير أن تمرض مصر المحروسة، أقدم الحضارات وأقدم الدول، وأول دعوات التوحيد.
إن الأقباط هم أصل مصر وحضارتها، كما السريان هم أصل سورية وحضارتها.. لذلك نضيف عبارة: "إلاّ مصر".
مصر الدولة تركب "الموجة العفيّة"، عندما ترفع ظل الفتاوى الأزهرية المتطرفة عن قوانينها، وعندما تسمح الدولة لرعاياها الأقباط أن يبنوا كنائسهم وفق ما تحتاجه مدنهم، وليس بقرار من رئاسة الدولة، وعندما يكفّ القضاء المصري العريق عن تكرار تطليق نصر حامد أبو زيد من زوجته، لأن هذا ضرب من ضروب إرهاب ضد المجتمع. الإرهابيون لا يمثلون كل المسلمين، لكنهم حالة معزولة ومزمنة في الإسلام الحنيف تخبو ثم تصحو!
41 يوماً
قعدتُ ثلاث مرات في خيمة اعتصام، وكتبتُ عن إضراب الأسرى مرتين. الآن، بعد 41 يوماً انتصرت إرادة الأسرى. لم يمت أحد من المضربين، لكن مات شبان بالرصاص تضامناً مع المضربين.
كان هذا أوسع تضامن شعبي مع الأسرى، رغم انتقاد البعض لما يرونه تقصيراً في التضامن، ورغم مزاعم البعض أن السلطة لا تعمل من أجل الأسرى، فقد تعهد رئيس السلطة أن لا يموت مضرب، وأن لا ينكسر الإضراب.
هكذا، تمّ تعليق الإضراب بعد وساطة المبعوث الأميركي غرينبلات بين السلطة وإسرائيل، وفشلت إسرائيل في الإيقاع بين المضربين وقائد الإضراب، وبين قائد الإضراب وقيادة السلطة، ونجحت السلطة في تطويق احتقان الشارع، الذي قد ينفجر في انتفاضة ثالثة، ليس في صالح الشعب والسلطة وإسرائيل، أيضاً.
الشريك واللا ـ شريك
كثرت عودة الأقلام الإسرائيلية إلى ترديد زعم "اللا ـ شريك" الفلسطيني، لكن الحقيقة هي البحث عن شريك إسرائيلي، في عملية السلام التي تراها إدارة ترامب "صفقة أمثل" السلطة العام 2000 غيرها السلطة العام 2017 عالمياً.
كذبة "القدس الموحدة" !
كتب حاييم رامون، الوزير السابق لشؤون القدس، ومن دعاة إنقاذ "قدس يهودية" من "القدس الموحدة": بعد نصف قرن من توحيد القدس صارت "اكثر فلسطينية، وأقل يهودية، وأقل صهيونية من أي وقت مضى، أكثر فقراً، أكثر أصولية وأقل تعليماً".
في العام الذي مضى هاجر من القدس 7,500 يهودي، و200 عربي فقط، ومع أن نسبة اليهود حالياً هي 60% والفلسطينيين 40، فإن 60% من سكانها الشباب هم فلسطينيون.
الحل من أجل "قدس يهودية" كما يراه حاييم رامون، هو لفظ 22 قرية وحيّاً ضمّتها إسرائيل إلى "القدس الموحدة"، ولكن ليس تسليمها إلى السلطة الفلسطينية الآن، بل اعتبارها خاضعة إلى المنطقة "ج"؟
ملاحق "الأيام"
كشّت أعداد "ملاحق الأيام" عاماً بعد عام، وبقيت "أيام رمضان" ملحقاً، كما قد لا تبقى "أيام المونديال" ملحقاً.. وهذا الرمضان، صارت "أيام رمضان" جزءاً من الجريدة الأم: "رمضان كريم" لكنه بخيل على الصحف!
لـ "الأيام" سياسة في إدارة أزمة الصحف الورقية، وهي أزمة عالمية.
حـسـن الـبـطـل