واستوت على الجودي هي سفينة سيدنا نوح عليه السلام حيث نجا وأهله الصالحون وقومه المؤمنون بعد رحلة بين الأعاصير والأمطار والرياح العاتية وهي تسير بهم في موج كالجبال ، إنها الرحلة الإيمانية ، واستقرت بأمان على جبل اسمه الجودي بين العراق وتركيا .
أما الرحلة الثانية : فهي رحلة أسرانا حيث أبحرت سفينتهم منذ واحد وأربعين يوماً فإلى أين ؟ وماذا حملوا ؟ وبماذا تزودوا ؟
أما إلى أين ..؟ فإلى الدولة الفلسطينية ذات العلم إلى جانب أعلام دول العالم .. إلى القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين ..
وأما عن ماذا حملوا ..؟ فقد حملوا القضية كلها .. حملوا الأمانة .. حملوا الهم الوطني .. حملوا الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف وليس كما يدعي ناقصو الإدراك .. أن قضاياهم صغيرة تتمثل في زيارة أو جوال أو " كنتين " ولا تستحق هذه الضجة الكبرى ، ولكن العالم فهمهم وفهم رسالتهم ذات المدلول الكبير والمغزى البعيد .
وأما بماذا تزودوا ..؟ فقد تزودوا مادياً بالماء والملح الذي أصبح لاحقاً سلاحاً يخشاه عدوهم وقبل أن يحرمهم منه فقد حرّموه على أنفسهم .
ثلاثة عناصر اجتمعت لترسو سفينة أبطالنا بأبطالنا حيث الجودي وهو المكان الذي أرادوه ، حيث أرض الزيتون – حيث الأرض الخالية من المستوطنين والاستيطان ، حيث أرض الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
العنصر الأول : تمثل في الإعلان عن إضرابهم التاريخي ، والإضراب هو خصوصية الشعب الفلسطيني فإضراب عام 1936م كان بداية الاضرابات التي دونت في السّفر الفلسطيني .
والعنصر الثاني : تمثل في حمل قضيتهم عبر المحافل والعواصم والمؤتمرات ومع رؤساء العالم شرقاً وغرباً .. إنه السيد الرئيس : محمود عباس الذي قال للعالم : "مطالبهم عادلة " كلمتان صغيرتان ولكنهما حملتا الإصرار والقوة والحق .. إنهما خلاصة ما قاله الرئيس محمود عباس " أبو مازن " أينما ارتحل وحل بعد شرح طويل وتفصيلي لعدم شرعية أسرهم واعتقالهم فاضحاً السياسة الاسرائيلية التي تعرت ولم تعد الرواية قابلة للأخذ بها ... فالعالم على يقين أنهم ليسوا إرهابيين بل هم أسرى وأبطال وطلاب حق وحرية .
العنصر الثالث : الوفد الفلسطيني المحاور أو المفاوض للجانب الإسرائيلي فقد كان على كفاءة عالية من الدراية بالأساليب الإسرائيلية ومؤمناً بعدالة قضية أبناء شعبه الأبطال ، فرغم مراوغة الإسرائيليين الذين يشتهرون بذلك إلا أن وفدنا المفاوض والمسلح بتعليمات من السيد الرئيس " أبو مازن " على جانب من الذكاء والاقتدار حيث لم يترك لهم مسرباً ليهربوا منه ولم يبق أمامهم إلا أن يرضخوا لمطالب أبطالنا .
إذن إنها رحلة الشعب الفلسطيني مع أبنائه وطلائعه الأسرى الأبطال ، تمثل ذلك في الفعاليات ليل نهار وفي الأماكن كافة .. وتمثل في المشاركة في الإضراب عن الطعام والشراب .. وتمثل في الإعلام الناجح .. وتمثل في السياسة الموجهة للحالة كافة من قبل السيد الرئيس .
إنها التغريبة الفلسطينية يا أبطالنا .. ولكنها التغريبة التي رسّخت الحق وفرضته وارتفعت رايات النصر ..
وشكراً لكم يا أبطالنا على إهدائكم شعبكم هذا النصر بحلول شهر رمضان المبارك ..
وكل عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام ورئيس دولتنا
وأسرانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
وأبنــــــــــــــــــــــــــــــــاء شعبنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
كافـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة بألف خيــــــــــــــر