العلماء يتنبأون بانقراض البشر القرن المقبل

العلماء يتنبأون بانقراض البشر القرن المقبل
حجم الخط

ماذا يحدث لو اختفى البشر من على كوكب الأرض؟ وما الذى سيحل بالأرض بعد ذلك؟ هذه الأسئلة تشغل بال العلماء والخبراء حيث يعتقد العديد منهم أن انقراض البشرية أمر حتمى وسيحدث قريبا، لذلك فقد عرض العديد منهم وجهة نظر مستندة على تفسيرات وأدلة علمية مثل فرانك فنر عالم الفيروسات الأسترالى البارز الذى ادعى عام 2010أن البشر ربما ينقرضون القرن المقبل نتيجة العوامل الطبيعية التى تهدد الجنس البشرى مثل الزيادة السكانية، تلوث البيئة وتغير المناخ، أما الأرض فقال إنها ستحافظ على بعض تراث البشرية لآلاف السنين، ليصبح إرث البشرية.

 العالم بدوننا

أما المؤلف آلان وايسمان فقد استعرض سابقا فى كتابه “العالم بدوننا” ما الذى سيحل بالأرض بعد انقراض البشرية بالتسلسل حيث قال إن الأحياء السكنية من المدن والمنازل ستنهار نتيجة العوامل الطبيعية، وسوف تتحول إلى غابات خلال مدة لا تتجاوز الـ500 عام، لكن الطرق والأنقاض والخراسانة الرومانية، والسيراميك والتماثيل البرونزية والبلاستيك والآثار مثل جبل راشمور، سيظلون من الموروثات الأكثر ديمومة، كذلك البث عبر الموجات الكهرومغناطيسية، والنظائر المشعة، وعظام الدجاج، لكنه تكهن بأنه فى نهاية الأمر كل شىء سينتهى ويختفى فى ظل غياب الجنس البشرى.  

واعتمد آلان وايسمان فى كتابته على الواقع حيث أنه استعان ببعض العلماء والخبراء الذين أجروا دراسات على المناطق الحالية الخالية من البشر مثل آخر قطعة من الغابات الأوروبية البدائية، والمنطقة الكورية منزوعة السلاح، وما حدث من تلوث للمناطق المحيطة بمفاعل تشيرنوبيل فى أوكرانيا عقب انهياره والتى تقدر مساحتها بحوالى 19 ميلا، حيث كشفت دراسة أجراها مجلس بحوث البيئة الطبيعية عام 2015 أن هذه المناطق الخالية من التدخل البشرى وأيضا من البشر استعادت تربتها بسرعة، وأن المزارع التى كانت تعتمد على البشر فى رش المبيدات والأسمدة العضوية بسبب هجرتها تحولت من تلقاء نفسها إلى حقول للنباتات البرية، وأنه نتيجة للاختفاء المفاجئ للمبيدات تكاثرت الحشرات المتنقلة بسرعة، كذلك لاحظ ارتفاعا فى عدد الحيوانات البرية، كما أضاف أن هناك أنواعا من البكتيريا والنباتات والحيوانات المرتبطة بالإنسان هى الأكثر عرضة للمعاناة من اختفاء البشرية وستفتقدها. أما عن الكائنات الحيوانية الضخمة مثل الديناصورات فقد أشار إلى أنها قد تعود مرة أخرى، وأن الطيور ستتكاثر بسرعة وبنسبة عالية، بالإضافة إلى بعض السلالات الوحشية من الماشية والأغنام التى يمكن أن تبقى على قيد الحياة، وفى المقابل الحيوانات سهلة الانقياد سوف تموت بأعداد ضخمة وستكون فضلات سريعة للحيوانات آكلة اللحوم البرية أو التى تتكاثر بسرعة مثل القطط والذئاب، كذلك قرد البابون الذى توقع الكاتب أنه سيكون المرشح الأوفر حظا الذى يستطيع أن يظل على قيد الحياة، حيث إن هذه الحيوانات تعرف كيفية الوقوف صفا واحدا ضد الحيوانات المفترسة للدفاع عن نفسها، وتعيش على جمع غذاء السافانا وتسكن فى الغابات وأيضا على حواف الغابات.

اقتربت النهاية  

تأثير الإنسان على الأرض يعرف الآن بالتاريخ الجيولوجى للأرض، من تلوث الهواء فى الغلاف الجوى العلوى إلى أجزاء من البلاستيك فى قاع المحيط، وهذا نتيجة الغازات المسببة للاحتباس الحرارى التى أحدثتها الثورة الصناعية ولوثت الغلاف الجوى، والتى ستستغرق عشرات الآلاف من السنين بعد اختفاء البشر لتعود إلى مستوياتها الطبيعية، لذلك يعتقد بعض العلماء أن زيادة معدل تلوث الغلاف الجوى خاصة فى المناطق القطبية سوف يكون لها تأثير على زيادة سرعة تغير المناخ. أيضا التلوث الناتج من المحطات النووية حيث يوجد حوالى 450 مفاعلا نوويا فى جميع أنحاء العالم ستبدأ فى الانصهار، مما يعنى احتمالية إطلاق مفاجئ وهائل من المواد المشعة فى الجو التى تؤثر على الأنظمة البيئية لكوكب الأرض، وهذا قبل أن نبدأ فى التفكير فى مصادر التلوث الأخرى، فضلا عن الانسكابات النفطية التى تعد العامل الرئيسى فى انقراض البشرية العقود التالية، حيث يؤثر تسرب النفط والمواد الكيميائية على البيئة ويضر الممرات المائية والحياة البحرية، وأيضا النباتات والحيوانات على الأرض، فهو يتسرب من الأنابيب، ويتسرب من السفن ويسبب الدخان فى المدن ويزيد من درجة حرارة كوكبنا، وبالتالى على المناخ، وأيضا يعرض النظام البيئى البحرى وبشكل عام لمخاطر كثيرة.

كيف يمكن أن تنقرض البشرية؟

يؤكد العلماء أن هناك عوامل تهدد الجنس البشرى مثل:

- الفيروس الاصطناعى

يعتقد العلماء أن الفيروسات الاصطناعية المركبة جينيا أحد أهم التهديدات الوجودية الأساسية للإنسان.

- التغيرات السريعة للمناخ

إن تغير الغلاف الجوى للأرض لم يسبق له مثيل، وبما أن الكوارث الطبيعية لها علاقة بالظواهر الجوية وهى الطقس والمناخ والماء، فإن جميع الأنشطة الإنسانية والحياة البشرية تتأثر حيث إنه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة تفشل المحاصيل الزراعية وتقل الثروة السمكية فى المحيطات وقد تنتهى، وبالتالى تهجر المناطق السكنية المحيطة مما ينتج عنه هجرة جماعية للبشر لمناطق محددة وبالتالى الصراع بينهم.

- ثورة البراكين

ومن العوامل التى تهدد العالم أيضا ثورة البراكين حيث إن العديد من الدول تعانى من وجود براكين خامدة على وشك الانفجار فى أى لحظة، والتى يمكن من خلال الرماد فقط الناتج من بركان واحد أن تمحى مدنا بأكملها وتحول كل ما فيها لتماثيل من الحجارة.

- الكوارث النووية

بما أن عدد البلدان المسلحة نوويا فى تزايد فهذا يعنى أن أى تبادل كبير من الأسلحة النووية سيكون له تأثير مماثل للانفجار البركانى مع الرماد، بالإضافة إلى التسرب الإشعاعى، وكما قال الزعيم السوفييتى السابق نيكيتا خروشوف ذات مرة إنه بسبب وجود الأسلحة النووية، الأحياء سيحسدون الأموات.

- مقاومة المضادات الحيوية

نتيجة الولع بزيادة نسبة صناعة اللحوم وحقن المضادات الحيوية الروتينية إلى الحيوانات السليمة، تزايدت نسبة الجراثيم فى أجسامنا وأصبحت مقاومة للمضادات الحيوية وهذا يعنى أن المضادات الحيوية فقدت تأثيرها على أجسامنا مما يعرضنا للموت.