قام أحد المدونين مؤخرا بنشر مادة تدعي العلمية، ولكنها بحقيقتها زيف مطلق، وتشكك بشكل لبق! بمباديء بالدين الإسلامي الحنيف من حيث مكان نزول آيات القرآن الكريم، فرددت عليه، وكان شخصا صخابا فاحشا.
وكان آخر قد نشر تشكيكا ببعض رموز الأمة إلى درجة التحقير، وهم من يجب احترام انجازاتهم مع الافتراض قطعا أنهم بشر يصيبون ويخطئون، وللرد عليهم أسلوب لا يطعن ولا يلعن ولا يحقر أبدا ما هو أسلوب الحوار والنقاش والفكر العلمي عامة بالأمس واليوم، ما استحق الرد أيضا منا، ومن ثلة من الكتاب البارزين.
لكن تكرار مثل هذه الأمور التخريبية للعقول وبشكل كثيف، ومع عصر الشابكة (الانترنت) ولكثير من أبناء الأمة التي تتأثر بالانطباعات والخرافات والابهار والصور، وطريقة عرض الأوهام الجذابة، وتقضي جل وقتها بعيدا عن القراءة العميقة والمدروسة كان من المستحيل أن يكون الطعن والتخريب الفكري والتشكيك المتواصل برئيا أو غير مهدف.
من هنا جاء التشكك لدي من تشكيك المخرّصين الذين لم يفتأوا التخريب والسخرية والتدمير في ديننا الحنيف وفي وحدة الأمة، ولم يكن كهنة بني إسرائيل العرب القدماء المنقرضين إلا من هذه الفئة الضالة التي ألّفت الأوهام والأكاذيب والخرافات والأحلام وضمنتها التوراة التي نتداولها دون تمحيص وكأنها قرآن وما استند لها من فكر وتاريخ وسياسة خادعة.
ولسنا ببعيدين اليوم عن ذلك، بل نحن الأقرب كشعب فلسطيني وكأمة، لا سيما ووسائل الاتصال الكثيفة والمتاحة للتخريب وأسر العقول.
وضمن اطلاعاتنا في منشورات ذات صلة عدة، ومنها من مركز الانطلاقة للدراسات وجدنا مادة ننصح بالاطلاع عليها وتمثل بحق حائطا استناديا، وتحصينا مطلوبا للهوية وللذات العربية والإسلامية، والمسيحية الشرقية، والوطنية أمام هجمات أصحاب القيم المنحرفة عامة، ومن المستعمر الصهيوني، ومن هم إلى يمينه.
نشرت الكاتبة سارة الطباخ مادة هامة تحت عنوان: (عملية التخريب.. كيف تتم بإحكام؟ هنا كيـــف تدمر أمـة؟) وذلك على حلقتين في صحيفة اليوم السابع، ونشرت على موقع (ساسة بوست) المقرب من (الاخوان المسلمين)، بقلما أحمد المقدم تحت عنوان: (عميل كي جي بي سابق: كيف تقضي على دولة دون حرب؟). ونشرها موقع (نقطة واول السطر) كملف عن مركز الانطلاقة للدراسات.
وهذا الموضوع حول تخريب الأمة، لهو الموضوع الذي يستحق القراءة والتمعن لما ينتشر في مجتمعاتنا العربية والاسلامية وفي فلسطين اليوم من عملية تفتيت وتجزيء وتخريب مقصودة، وعملية تدمير قيمي وأخلاقي وفكري وثقافي يجب أن يصبح معها تعاطينا مع كل ما نقرأ أونرى، أو نسمع، أو تعاطينا مع طروحات (العدو الصهيوني) خاصة من إعلامه الموجّه بدقة وهدف، أكثر علمية وأكثر حذرا، وصلابة، ولضرورة إيجاد حائط فكري ثقافي قيمي للأمة ولشعبنا.
يقول الكاتب الروسي: ("التخريب" .. هو كلمة السر لانهيار المجتمعات، تخريب أي شيء له قيمة لدي مجتمع دولة العدو مثل: تخريب العقل، إفساد الضمائر، إضاعة الوقت، إهدار معنى وقيمة الدين وأهمية التمسك به، زعزعة المباديء والأخلاقيات الموروثة.
كله هذا وغيره يجعل عدوك في حالة عدم أتزان فكرى ونفسي بل يصل به الأمر إلى أنه لا يراك عدواً من الأساس، بل يتشكك في قدرته على فهمك، وتصبح أنت ونظام دولتك البديل له عن حضارته وعقائده ومبادئه، وأن تصبح مرغوب في نظر عدوك بل وهدف يصبو للوصول إليه..
وهنا يسهل عليك أسر أمه بأكملها وإسقاط عدوك دون إطلاق رصاصة واحدة.
إن القتال في أرض المعركة يأتي بنتائج عكسية وهمجية وغير فعالة، تعلمون أن الحرب هي استمرار لسياسة دولة ما، فإذا كنت تريد النجاح في تنفيذ سياسة الدولة الخاصة بك وبدأت القتال.. فهذا أسوأ طريقة لتحصل على النتائج المرجوة.)
ختاما نشير أن الكتاب/الكتيب الأصلي الذي اقتطف منه المقطع أعلاه، والذي اعتمدت عليه المقالات المذكورة حول تخريب وتدمير عقل الأمة ومسارها هو بالانجليزية وباسمه الأصلي (رسالة حب إلى أمريكا)، لمؤلفه عميل المخابرات السوفيتية (الروسية) السابق كما يوجد مقاطع المرئية على (يوتيوب) حول الموضوع.
والكتيب الهام هو للمؤلف الروسي "يوري بيزمينوف" أو "توماس شومان" الذي كفر بالأساليب التدميرية للاتحاد السوفيتي، فأهدى الكتيب لذوي العقل الحر، وهو الذي يطرح بكتيبه آليات تخريب الأمة بالفكر والتعليم والحياة وعبر تشويه الدين والقيم والقانون وصولا للتأزيم والسيطرة على البلد، ما يوجب علينا التأمل، إذ أن ما يذكره أصبح في كل بيت فالشابكة (الانترنت) تغزو بغثها وسمينها كل بيت، خاصة من الجهات ذات القدرة العلمية والفكرية والتقنية فتأسر عقول وقلوب أبناء أمتنا التي تفتتها الحروب وينخر في جسدها الخراب القيمي والخلقي والفكري، ونحن نتقاتل على سلطة زائلة أو موقع بلا قيمة ايمانية أو على حكم مضاره أكثر من منافعه، ونتقاتل بعيدا عن القضية وصاحب القضية...الانسان.