الدَبِيغ :::
تلك كلمة كُنتُ أسمعها من والدي طوال حياته رحمه الله تعالى ومنذ الطفولة ،وقد عايشتها ولم أكن أفهم معناها بالمطلق ، فهى قد تكون كلمة تركية أو رومانية الأصل وقديمة جداً ، ولكنها غير مفهومة إلا فى السياق والمناسبةالتي تأتى فيها ، ومع مرور الزمن و إستمرار إستخدام هذه الكلمة ، ومن زمن قبل الهجرة ، وقد هاجرت مع أهالى القرى التى كانت تستخدمها ،( كالمجدل وحمامة والجورة والخصاص وهربيا وغيرها ) إلى أين إستقروا ، وخاصة من إستقروا فى قطاع غزة ٠
ورغم تلاشي أو قلة إستخدام هذه الكلمة من قِبل الأجيال المتعاقبة وبقيت محصورة لدى من تبقى من الأجيال القديمة من السكان ، إلا أنها أيّ كلمة الدبيغ
ظلت الكلمة الأكثر وصفا ًللشخص الذى يتصف بالغباء والبلاهة والتياسة والإصرار على تَعَبُط الغلط واحتضانه بقوةٍ حتى يصبح جزءاً منه ومدبوغاً به ٠
وأظن أن من هنا جاءت كلمة الدبيغ ، أو الدَبّيغ ، وهو من كان يقوم بدبغ الصوف بالألوان المختلفة ، الثابتة. التى يصعب إزالتها بسهولة ، وأصبحت صفة الدباغة لا تُفارقه وهي التي تحتاج لمواصفات الدبيغ التى ذكرناها سابقاً.
واليوم فى غزة الدُبَغاء كُثُر ، ولا أعرف سبباً لذلك ، هل لأن الأرضية خصبة جداً الآن لنمو الدَبِغْ و الدُبَغاء ، أم لأن الأدبغ من هيك دبَاغَةً أنه كل شوية بيطلع علينا دَبيغ بكل دَبَاغَة بيحاول أن يقنعنا بأنه مُش دَبيغ إبن دَبيغ ، وبيصر بكل دَبَاغَة لإقناعنا بأن الغُراب الواقف في نهاية الشارع بأنه عنزةً ( ماعزة ) و تفشل كل المحاولات لإفهامه وإقناعه بأنه غُراب مش عنزةً ولكن أبت الدباغة أن تفارق أهلها ويبقى مصراً على موقفه. . ويطير الغُراب إلا أنه يبقى مصراً على أنه عنزةً .. ورغم محاولات إقناعه بأنه غراب ، تفيض دباغَتِهِ وتياستِه من جواهر الكَلِم عنده و يقول : بأنها عنزة و لو طارت !!!!! ٠
رحِمك الله يا شعبنا العظيم فى غزة وحفظك وندعوه ببركة شهر رمضان المبارك بأن يبعد عنا وعنكم وعن كل العرب والمسلمين ، الدَبَغَ والدَبيّغة والدُبَغَاء و الدَبَغَة ،وأن يحميك ويحفظك الله يا شعبنا فى القطاع من شر الإنقسامات الطويلة بطول ١١ سنة و نصف ، ومن الإنقسامات القصيرة بتاعت كل يوم وكل ساعة ٠٠٠
اللهم تقبل صيامكم وقيامكم وبارك الله لكم فى إفطاركم ٠٠٠
مساءكم ورمضانكم خير ومغفرةً ورحمة وبركةً وسكينةً من الله تعالى ٠٠
وكل عام وانتم بالف خير وسعاده ٠٠