في الذكرى 25 لمجزرة اليومُ الأسود ، عمال بسطاء طمستهم آلة البطش الجبانة

عيون قارة
حجم الخط

هو يومٌ يعيد مسلسل المجازر الإسرائيلية من جديد طامةٌ فلسطينية كبرى ارتكبتها أيدٍ إسرائيلية حقيرة متسلطة بلا رحمة ٍ ولا شفقة , فبدم ٍ بارد وجرّةِ  قلم , استطاعت رشَاشاتهم وأسلحتهم أن تقضي على حياة ِ 19 مواطنا  فلسطينياً من بينهم عمالٌ بسطاء ارتقوا شهداء , فهيَ عجرفة ٌ صهيونية ٌ جبانه مستمرةٌ الى أن يستجيب القدر لزوالها , هي سياسية ٌ يدركها الجميع بأنه لا فرق بين رضيع وطفل وبين شابٍ ومسن .

ففي العشرين من شهر أيار لعام 1990 م من يوم الأحد أو ما يسمي باليوم الأسود , يوم ٌ ككل الأيام يستيقظ فيه العاملين وعلى جفونهم يغلبهمُ النعاس وأملهم بأن يجدوا من يشغّلهم , صباح ٌ لا ينذرُ بشيء غير أنه يحمل ُ في طياته الكثير والكثير .

 ففي تمام الساعة السادسة والربع من هذا الصباح وصل ما يقرب ُ من عشرين عاملاً فلسطينياً الى موقف العمال في منطقة " ريشون لتسيون " جنوب تل بيب وأغلبهم من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة , واقفين منتظرين أرباب أعمالهم الإسرائيليين لكي ينقلونهم الى أماكن عملهم ولكن لهيب أحقادهم في ذلك الوقت كان مشتعلا ً تجاه الفلسطينيون خاصة ً , وفي طريقهم الى العمل استوقفهم يهودي ٌمتطرف يدعى عامي بوبر والذي كان أنا ذاك مرتديا زيا ً عسكريا ً وحاملا ً بندقية ً من طراز M16  , وتقدم َ نحوهم وطلب منهم إبراز هوياتهم الشخصية وأن يقفوا صفا ً واحدا ً, وهنا وفي هذه اللحظة عندما نظر الى هويََّاتهم وعرف أنهم عربٌ فلسطينيين لم يتردد وأمسك بندقيته وبدأ برشقهم بالرصاص دون تمييز ثم لاذ بالفرار وعلى الفور قتل سبعة عمال شرفاء منهم وأصيب عشرة ٌ بجراح ٍ بين المتوسطة والحرجة نقلوا على إثر ذلك الى المشفى .

وبعد ذلك وبحسب ما رأوهُ العمال , استقل هذا اليهودي مركبة ً وهرب من مكان الجريمة ولاحقت قوات الشرطة الاسرائيلية العمال الفلسطينيين بدلاً من ملاحقة ذلك اليهودي المتطرف الجبان وقامت بضربهم وإخراجهم من المكان حتى لا يكونوا شهوداً على الحادثة ولكنهم قد أدركوا الحقيقة وشهدوا ما يكفيهم , وسقط في تلك الساعة علي يد عامي بوبر سبعة شهداء عاملون بسطاء لسان ُ حالهم يقول بأي ذنب ٍ وحق ٍ قتلنا وبأي حق ٍ وذنب ٍ ييتم ُ أطفالنا ويرمل ُ نسائنا ولكنها الة ُ الغدر الصهيونية الجبانة تعيد وتقول من جديد بأنها أقوى من أي إرادة فلسطينية ٍ تريد أن ترجع للوطن الحبيب حقه المسلوب .

والشهداء هم : الشهيد / زياد موسى محمد سويد ( 22 عام ) رفح , والشهيد / عبد الرحيم محمد سالم بركة ( 23 عام ) ,خانيونس و الشهيد / زايد زيدان عبد الحميد العمور ( 23 عام ) خانيونس , و الشهيد / سليمان عبد الرازق أبو عنزة ( 22 عام ) خانيونس , والشهيد / عمر حمدان أحمد دهليس ( 27 عام ) خان يونس , والشهيد / زكي محمد محمدان قديح ( 35 عام ) خانيونس , والشهيد / يوسف منصور إبراهيم أبو دقة خانيونس .

وعلى إثر ذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين مواطنين فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيلي سقط على إثرها 6 شهداء في مناطق مختلفة من قطاع غزة .

وسقط في اليوم الثاني للمجزرة ثلاثة شهداء ٍ أخرين وبدأ هذا العدد بالازدياد شيئاً فشيئا ً ففي اليوم الثالث استشهد شاب فلسطيني متأثرا ً بجراحة وفي 27 / مايو /1990 أي بعد حوالي خمسة أيام استشهد شاب ٌ فلسطيني أخر لترتفع حصيلة تلك المجزرة الدموية الي 19 شهيدا ً فلسطينيا ً .

وبعد ذلك فرضت السلطات الاسرائيلية حظر التجوال والحصار المطوَّق على محافظات ومدنِ قطاع غزة استمر لثمانية أيامٍ متواصلة .

وأما في ما يخص عامي بوبر وبحسب المصادر ذهب الى منزل صديقته ليتباهى أمامها بما فعلة من " بطولة " وبما اقترفه بحق هؤلاء الشهداء الذين لم يشغلَ بالهم الا العودة ُ الى بيوتهم وأوطانهم سالمين غانمين , وفيما بعد حكم علية بسبع مؤبدات خفِّضت لاحقا الى أربعين عاماً وقد تزوج للمرة الثالثة وهو في السجن بعد أن قتلت زوجته وقتل ابنه في حادث سير كان يقود هو وقتها المركبة وذلك في عام 2007  , ويعيش (عامي) مرفها ً في ذلك السجن فهي حقا ظروف استثنائية على الأسرى الذين يموتون كل يوم ويذوقون مرارة الصبر المرَّ العلقم , ويطالب رئيس الدولة بين الحين والحين بأن يفرج عنه مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار صفقات التبادل .