في الآونة الأخيرة كثُر الحديث في وسائل الإعلام الفلسطينية حول لقاءات ومفاوضات ودردشات بين حركة حماس واسرائيل ، ومن يعرف طبيعة الإعلام الفلسطيني جيداً خاصة في قطاع غزة ، يستطيع أن يدرك أن كل ما يصدُر من أخبار أو معلومات عن حركة حماس بالتحديد فهي بدراسة جيدة ومن خلالهم ، اذا الحكاية لها بداية ولها نهاية ولها تبعيات ، حركة حماس أيقنت تماماً أنه لا بديل عن المفاوضات المباشرة لتحقيق مشروعها ، ولكن الكارثة كانت تكمن في كيفية تطعيم ذلك للشعب الفلسطيني وجعل المفاوضات من قمة التحريم ، لقمة الوطنية والشرف والعفة .
بدأت بالتصريحات الخفيفة بعيداً عن جسدها ،"أي أن تلك التصريحات لم تكن تمثلها" ثم اقتربت إلى أن بدأ يسرب معلومات عن وجود قنوات تفاوض سرية مباشرة مع اسرائيل .
حركة حماس خاضت عدة حروب في قطاع غزة ، لم تستطع أن تستثمرها مطلقاً سواء على الصعيد العسكري الجغرافي أو على الصعيد الدولي الاممي ، وذلك لأنها خارج طاولة المفاوضات ولا يوجد ممثل حقيقي تأتمنه حركة حماس أن يكون وسيط بينها وبين اسرائيل ، لذلك قررت دخول المفاوضات ومن أوسع أبوابها ، ضغط كبير على عناصرها بقلة الرواتب ، أزمات ومشاكل داخلية ، المخرج أوسلو "2" ، ميناء بحري ، صفقة تبادل أسرى كبيرة ، تسهيلات حدودية على المعابر مع اسرائيل ، اعادة الاعمار ، الرفع التام للحصار ، وناهيك عن حل مالي لهم ، بعد ذلك اتفاق باريس الاقتصادي "2" .
القضية واضحة ولا مجال للنقاش ، "التسحيلات الإعلامية" عبارة عن معلومات استباقية لما سيحدث في السنوات القادمة ، وقلتها مسبقاً وأكررها الأن ، للأسف فصائلنا الفلسطينية مشاريع تطبق نفس السيناريو المكتوب لها دون أي خطاً ، قضيتنا لم تكن بحاجة لأكثر من حركة تحرر واحدة فقط والدليل على أقول ما سبق .