د.عز الدين أبو ميزر " جبل المكبر "

 د.عز الدين أبو ميزر " جبل المكبر "
حجم الخط

جبلَ المكبّرِ قد أضأتَ سمانا

وأريْتنا صُوَرَ الفِدا ألوانا

أيقظتَ أرواحاً غَفَت وكأنّها

عقدت على النّومِ الطّويلِ قِرانا

وأعدت للنّفسِ الحزينةِ سِحرَها

فَغَدا بها إنسانُنا إنسانا

ذكّرتَنا - عُمَراً - عليكَ مُكَبّراً

للهِ تقطُرُ نفسُهُ إيمانا

والقدس قد فتحت ذراعيها له

أمْناً وإيماناً به وأَمَانا

فمتى رضعناالذّلَّ حتّى طأْطَأَت

أعناقُنا للغاصبين هَوانا

وجرى بنا مجرى الدِّما بعُروقنا

خَدَراً وأصبحَ عندنا إدمانا

وتشرذمَ الوطنُ الحبيبُ بأهلهِ

وبأرضهِ حتّى غدا أوطانا

فإذا بأُمّتنا شعوباً قد غدت

بآلْأسمِ أهلاً والكُنى جيرانا

زعماؤنا ربطوا مصيرَ شعوبهم

بالأجْنَبِيِّ رِضىً بهِ وضمانا

وتقطّعوا ما بينهم زُبَراً وقد

أُنْسوُا الإخاءَ عقيدةً ولسانا

ومضوْا على درب النّزاعِ وهمُّهمْ

كرسي الرّئاسَةِ أنْ يظلَّ مُصانا

هدروا مواردَنا وما أبقوْا لن

شَرَفاً وغاصت في الوُحول خُطانا

حتّى غدونا للجهالةِ مَوْئِلاً

وخنوعنا أضحى لنا عُنوانا

بلْوى على بلوى تزاحمُ بعضَها

وزعامةٌ بوجودها بلوانا

والمسجدُ الأقصى وقد مُنِعَت بهِ

حتّى الصّلاة تَعَبُّدا وأذانا

والإحتلالُ بجندهِ وكلابهِ

قد عاثَ في أرجائهِ عُدوانا

ومُناهُ لو تأتيهِ عاتيةٌ فلا

تُبقي لهُ قُبَباً ولا أركانا

ليُقام هيكلُهم وتحيا كِذبةٌ

قد صدّقوها صورةً ومكانا

جبلَ المكبّرِ قد أهجتَ شُجونَنا

وأثرتَ في أعماقنا بُركانا

وفتحت أعيُنَنا على نور الهدى

وعلى رُؤىً قد شُوِّهَت أزمانا

فكفى العقول لجاجةً وتردُّداً

وكفى بنا بمكاننا دَوَرانا

فإذا الشعوبُ تفجّرت طاقاتها

تجد الوجود لأمرها قد دانا

وشعوبُنا أهلٌ لكلِّ مُلِمّةٍ

إن غابَ يوماً غيرُها وتَوانى

ولسوفَ يستبقُ الزّمانَ زمانُنا

وتُديرُ دولابَ الوجودِ رحانا