معبر الموت المنتظر

قلم-للمقالات
حجم الخط

واغلقوا على جروح روحك كل المنافذ , وأوصدوا على دقات قلبك بكل القيود, وأنت الذي تحلم بيوم يدخل النور إلى عينيك, ليغسل ما عبق فيهما من روائح بارود وموت, ما نجح في محوها ألف وعدٍ مكذوب بحرية أو سلام او أمل.

وعن أمل نتحدث وأمل نفسها سجينة محاصرة وراء بوابات ضخمة , تطبق على أنفاس أحلامها , وعن أي أحلام أهذي , وأحلام ماتت وهي تنتظر جرعة دواء حرمتها منها الحدود, بعد أن أضحى حلمها أن يطلقوا سراح الريح, لتداعب خصلات شعرها, وأن يسمحوا للروح أن تحلم بعمر قد يكن أجمل قد يكن أطول لكنها ماتت !! وهي تنتظر الحياة.

لقد أضحت غزة علبة موت, صندوق أحزان, حزنة صور لكل الراحلين....سجن كبير جدا, تقبر فيه المعاني الجميلة, والحكايا , وكل أمنيات الصبايا, وزهرة عمر الشباب, ولكن إلى متى !! ومتى سيظهر من يعطينا الاشارة! من سيرينا الدليل بأن كل الراحلين قبل موعدهم ما استعجلوا! وأن خطاهم على الإسفلت محفورة, وكل رجائاتهم في جدار الغيب مذكورة, وإن هم ماتوا سجناء في أوطانهم , سنموت نحن بكامل حرية أحلامنا الهاربة منا رغم عنا التي ما همها معابر أو حدود او قيود, أو أخوة صاروا أعداء ليمنعوا عنك الهواء والدواء, ولا يمنحوك إلا الكثير من الظلم والتشفي.

آلاف الحكايا التي نملكها عن كل أولئك الممزقين بين هنا وهناك, آلاف الدعوات التي تخترق غياهب السموات من أحبة فرقت بينهم جوازات السفر والحدود, آلاف الدموع والزفرات التي تخرج كل ليلة من كل تلك القلوب التي أنهكها طول البعد ولوعة الانتظار.

فـ يارب اشفي كل مريض بات هاجسه المعبر أو أرحه! فقد تعب وهو يتلو على روحه ترانيم موته كل طلعة شمس, واجمع شمل كل المبعثرين, و ارحهم من عذابهم ولوعتهم, وامنح غزة بعض الصبر فقد استنفذت كل مخزونها وباتت تحتاج الى المزيد ..!