دولة قطر تحتفظ بعلاقات اقتصادية وطيدة مع (إسرائيل) من غير ليش؟ وقطر استقبلت على أراضيها ونسقت، وتعاونت بمودة وحب وحفاوة عز نظيرها مع كل من رؤساء (اسرائيل) ليفني واولمرت وبيرز وقيادات اسرائيلية سياسية وأمنية واقتصادية أخرى من غير ليش؟
وقطر التي تحتضن أعظم قاعدة عسكرية امريكية (العديد)-ثبّتت الحكم باعتراف الأمير- انطلقت منها الطائرات لتدمير العراق الحزين والموبوء بالطائفية اليوم من غير ليش؟
وهي ذاتها من أنشأت قناة "الجزيرة" كفضائية تحريضية ضد الأمة عام ١٩٩٦، وليطل من خلالها الوجه الإسرائيلي المبتسم (أي المعاكس للمحتل) في تطبيع علني ثقافي وفكري وسياسي فتح الباب على كل الفضائيات عبر "عوفير جندلمان" واضرابه من غير ليش؟
وقطر هي من تدعم التنظيمات الإرهابية في العراق (الحشد الشعبي/الشيعي) وقبل ذلك جماعة الزرقاوي (السني)، وتدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها "النصرة" كما تدعم تلك المتطرفة في ليبيا بالدليل من غير ليش؟
وفي الشأن الفلسطيني عملت قطر بعد سوريا عام ٢٠١٢ جاهدة على تخريب جسدنا عبر المؤتمرات بأن تسحب التمثيل الفلسطيني من المنظمة لصالح الانقلابيين في "حماس" من غير ليش؟ بدلا من الحل؟
ومن غير شر من أين تم تمويل الأسلحة والمعدات والتجييش الاعلامي الملفق و الكاذب ضدنا والذي به انقلبت مليشيات "حماس" على غزة عام ٢٠٠٧؟ ومن غير ليش اعترف الامير تميم بدعم حكم فصيل "حماس" بالتفاهم مع الامريكان منذ عام ٢٠٠٦ وعلنا؟
وقطر ذات الوجهين التي تبدي وجه كل من (جيكل ومستر هايد) في تعاملها مع اخوانها وجيرانها كيف تكون أهلا للثقة للعرب أو الأمة؟
ومن غير ليش لا نريد الحديث في شؤون الإمارة الداخلية المرتبكة والمتضعضعة وذات الطابع العشائري/العائلي واحتدام خلافات الأب والجد والأخ والعم؟
وقطر رغم تدخلها السادر في أدق خلافاتنا ومن منظور الطعن لا الرأب لن ندعو لقادتها إلا بالهداية لأننا لا نتشفى بأحد مطلقا ومن غير ليه؟
وقطر التي تنقط الأموال على غزة لهدف زعزعة الشرعية الفلسطينية وعدها سفيرها بأيام سود قادمة فأسود وجهه وعزلت بلاده هو؟
والإمارة التي سوقت بن لادن والظواهري والبغدادي تحت عنوان حرية الإعلام تفعل ذلك من غير ليه؟
ومن غير ليه قناة قطر التحريضية هي التي فتحت منبرها لكل مشكك وطاعن وحاقد ومكفر ومخون للقيادة الفلسطينية تحت عنوان الرأي والرأي الحاقد؟
وقطر من غير ليه هي الدولة التي صبر عليها الرئيس أبومازن كثيرا وحمل على كتفيه ظلمها ووهن السنين ولم ينطق ضدها بكلمة لعلها تفهم وتدرك وترعوي وتحترم ولكن هيهات؟
وقطر -اي سياسة حكامها- هي من ضحكت على "حماس" مرتين ولدغت المؤمن حين دعمت إمارة حماس بغزة بكل ما تملك، وحين نصحتها بتغيير الدرب بالوثيقة بلا طائل؟ بعد ان فات السبت بعين اليهودي؟
ومع احترامنا بل وحبنا لكل الشعوب العربية فنحن قبل ورغم كل الزعماء كنا وسنظل أمة واحدة، فنحن نتحدث عن سياسات دول ورجال وليس عن شعوب ولا نبغي إلا نقد أوتغيير السياسات لا العروش فالأولى مجالنا والثانية شأن الشعوب ومن غير ليه.