وزارة الثقافة : تكرم المصور والمخرج الياباني هيروكاوا

وزارة الثقافة : تكرم المصور والمخرج الياباني هيروكاوا
حجم الخط

كرمت وزارة الثقافة، في مقرها بمدينة البيرة ، المصور والمخرج الياباني هيروكاوا ريوتشي، لدوره في النضال من أجل عدالة القضية الفلسطينية بكاميراته الفوتوغرافية والسينمائية، وفي الميدان، وعبر مشاريع وحملات التضامن مع ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، ومع الشعب الفلسطيني عموماً.

ووصف وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، المكرّم هيروكاوا بالقامة الثقافية والمعرفية، "الذي بوجوده هنا يحقق رسالة فلسطين الثقافية والوطنية، بانفتاحها على عمقها الإنساني حول العالم .. السيرة الإبداعية للسيد هيروكاوا، وتمثلت بشغفه بالقضية الفلسطينية إبداعاً وتصويراً، تجعلنا ننظر إليه بكل بفخر واعتزاز وتقدير".

وأضاف بسيسو في حفل التكريم بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية، بعد ظهر اليوم: إن ما قدمه، وما زال يقدمه هيروكاوا، يمثل انتصاراً للرواية الفلسطينية، فهذه الوثائق المصورة له تؤكد على حق الشعب الفلسطيني على أرضه: حقه في الذاكرة والتاريخ والحاضر والمستقبل .. نحن إذ نتحدث عن الوثيقة التاريخية، ووثيقة الحاضر، ننظر إلى مختلف أشكال الإبداع، ليس فقط الإبداع الفلسطيني، وإنما إبداع الأصدقاء الذين ينتصرون للحق الفلسطيني من خلال إبداعهم.

وشدد بسيسو: بقدر ما نعتز بعلاقتنا مع اليابان دولة وشعباً، بقدر ما نعتز أيضاً بمساهمة مبدعين ومبدعات حول العالم، وتحديداً هنا مع السيد هيروكاوا، وهم كما هو ينتصرون لقضيتنا من خلال الإبداع، وهذا ما نؤكده دوما عندما نقول "تعالوا إلى فلسطين، وزوروا فلسطين، وانتصروا إلى الرواية الفلسطينية بإبداعكم"، وهذه الدعوة ليست فقط حكراً على أصدقائنا حول العالم، ولكن هي دعوة لإشقائنا العرب.

وتابع: إن وجود المبدع العربي على أرض فلسطين، وتفاعله مع حياتنا اليومية، وتسجيله إبداعياً بالكلمة والرواية والصورة والفيلم يحقق دعماً لصمودنا الوطني، ولمشروعنا الوطني بدولة مستقلة وعاصمتها القدس.. السيد هيروكاوا مثال حي على الأحرار الذين انتصروا وينتصرون لفلسطين بالإبداع، ونقدر له كل ما قدمه ويقدمه من أجل القضية الفلسطينية .. ولا يغيب عن بالنا جميعاً بأن هذا التكريم يأتي في سياق أيضاً الذكرى الخمسين لحرب العام 1967 واحتلال القدس، فهذه الحرب التي مثلت منعطفاً حاداً بعد نكبة شعبنا في العام 1948، هي بحاجة إلى إحياء ذكراها انتصاراً للهوية الوطنية في مواجهة سياسات الأسرلة والعدوان على شعبنا، وهي بحاجة إلى تثبيت في الذاكرة الفلسطينية كمحفز على استمرار النضال من أجل الحرية والاستقلال والعاصمة القدس.

وختم بسيسو: إننا نوظف الثقافة في خدمة مشروعنا الوطني بالاعتماد على الذاكرة، ومثلما فعلنا قبل عدة أسابيع عندما أطلقنا ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية، وأعدنا طباعة "ثلاثية فلسطين" للروائي المقدسي نبيل خوري، اليوم نحتفي بالسيد هيروكاوا، وبكل منجزه الإبداعية للتأكيد على أن الرواية والكلمة تلتقيان، وعلى أن الفلسطيني وشقيقه الإنساني يلتقيان من أجل فلسطين.

واستذكر المصور والمخرج الياباني حكايته مع حرب حزيران، ومع زيارته الأولى إلى فلسطين قبيل الحرب، وكيف كانت لأطفال القدس أن غيروا فكرته عن فلسطين، والتي شوهت كثيراً، وبات مناضلاً من أجل عدالة القضية الفلسطينية، وكيف يعود إلى فلسطين، ويلقى التكريم منها عبر وزارة الثقافة بعد خمسين عاماً.

كما استذكر مطاردته لتفاصيل الحكاية الفلسطينية، والتي بعد منعه من دخول فلسطين بسبب قوات الاحتلال، إثر كتاب نشره باليابانية في العام 1969، اتجهت به إلى مخيمات اللاجئين في لبنان، حيث كان من أوائل من وثقوا بالصورة فظائع مجزرة صبرا وشاتيلا، بل إن جمع بعض مقتنيات الشهداء من مسنين وأطفال ونساء وشبان في معرض يخرج كل عام بذكرى المجزرة، وأسس مؤسسة لدعم أطفال المخيمين لا تزال قائمة إلى اليوم.

وتحدث هيروكاوا أيضاً عن لقائه بمحمود درويش، وسميح القاسم، والمحامي صبري جريس، وكيف ساهموا في تعريفه على حقيقة القضية الفلسطينية، وكشف الاداعاءات التي روجت له قبل الحرب بأن الكيبوتس الإسرائيلي هو الجنة، لكن اكتشف أن العكس هو الصحيح، وقررت التضامن مع ضحايا الاحتلال، وسأبقى إلى آخر يوم في حياتي.

وعقب التكريم استقبل الوزير بسيسو هيروكاوا والوفد المرافق له في مكتبه بمقر الوزارة، حيث تباحثا في العديد من التفاصيل التي من شأنها نشر إبداعات المصور والمخرج الياباني كتابة وتصويراً في فلسطين، وقدم له مجموعة من إصدار الوزارة القيّمة، فيما نظمت وزارة الثقافة له زيارة إلى ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وجولة في متحف عرفات، استوقفته الكثير من التفاصيل والصور والمواقع داخله، كما زار ضريح الشاعر الكبير محمود درويش.