اختتمت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب للكلمة والحكمة يوم الأحد 10 يونيو 2017 بالمركز الثقافي ميشيل جوبير بالعاصمة الإسماعيلية مكناس، وذلك عبر سهرة ختامية أحياها جوق جمعية الحاج الحسين التولالي لفن الملحون برآسة الفنانة حكيمة طاريق وبمشاركة منشدين ومنشدات، أتحفوا جمهور المهرجان بقصائد من تراث الملحون المغربي، مثل "صلوا على النبي"، و"الكاوي"، ثم"معيار الباهيات".
وتخللت السهرة التي نشطتها الشاعرة سميرة جودي، قراءات لزجالين مغاربة، ويتعلق الأمر بكل من الزجال رضوان أفندي، والزجال محمد المثنى ممثلين لمدينة الدار البيضاء، والزجال حفيظ الأمراني ممثلا لمدينة مكناس.
وحول تقييمه للنسخة الخامسة من المهرجان، قال مدير المهرجان محمد المدغري، كون "اللجنة المنظمة تعبر عن ارتياحها وتؤكد أن الدورة قد عرفت نجاحا غير مسبوق على مختلف المستويات، سواء منها مشاركات الزجالين المغاربة الذين حضروا من مختلف مناطق المملكة، وأيضا على مستوى برمجة الفرق المشاركة، إذ كانت جميعها تنهل من التراث المغربي الأصيل، فقد حضرت موسيقى الآلة والسماع والمديح وعيساوة وحمادشة وفرق شبابية وفن المعلمة المندرج ضمن فئة المصمودي ثم فن الملحون في الاختتام".
كما أن هذه الدورة، حسب المتحدث ذاته، "قد بصمت بتكريم الإعلامي والفنان عبد اللطيف بن يحيى، معلمة من معالم الإعلام والثقافة في بلادنا"، مؤكدا أن ما تتمناه الجمعية المنظمة هو "أن يكبر المهرجان أكثر ليظم الزجل المغاربي عبر حضور فنانين من مختلف الدول المغاربية ولما لا العربية، وذلك لن يتم إلا بدعم أكبر من قبل شركائنا سواء منهم المؤسسات العمومية أو الخواص".
الشعراء المشاركون بالمهرجان، كانت لهم انطباعات حول المهرجان في دورته الرابعة، ومن بينهم مومن عيسى أبو يوسف الذي مثل مدينة تازة، والذي اعتبر نفسه محضوضا بالحضور لسببين، أولهما أن "مقام المهرجان كبير لأن المدينة التي تحتضنه هي حامية الكلمة الموزونة، ثاني أمر متعلق بالانتقائية التي تمارسها مهرجانات شبيهة ويقصى خلالها العديد من الشعراء عكس مهرجان المجذوب"، مضيفا أن "ما يميز هذا المهرجان هو انفتاحه على الجمهور العريض، إذ أن حضور 10 متفرج من أجل الاستمتاع بالكلمة الموزونة إلى جانب الفرق الموسيقية التي ساهمت في نجاح السهرات، لا يعد بالأمر السهل وهو الشيء المفقود في مهرجانات أخرى".
الملاحظة ذاتها عبر عنها الزجال نور الدين ماغوس، ممثل مدينة مرتيل، قائلا "كان لي شرف تمثيل الشمال المغربي وزجالي المنطقة بالمهرجان، الذي يعد طفرة نوعية للمشهد الثقافي المغربي، ولعل أهم ما يميزه كونه كان بوابة الشعراء المغاربة للإطلال على الجمهور العريض في الفضاءات المفتوحة سواء منها الهديم أو المركزين الثقافيين ميشيل جوبير والمنوني، وهو عامل سيقرب الجمهور من الكلام المغربي الموزون الذي انحصر على نفسه في فترة من الفترات".