غزة على أعتاب حرب جديدة

20171206074428.jpg
حجم الخط

رفع الجيش الاسرائيلي في الأشهر الاخيرة بشكل كبير مستوى الجاهزية أمام التهديد في الساحة الشمالية. ولا يكف رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، عن تحدي قيادة المنطقة الشمالية بمناورات مفاجئة في اوقات متضاربة: ففي الاسبوع الماضي اجريت مناورة حربية في فرقة الجليل وهذا الاسبوع، حسب منشورات في قبرص، سينطلق لواء الكوماندو الى تدريب في الجزيرة، بهدف تمثيل قتال في مناطق جبلية. ولكن رغم أن الاستعداد في الشمال مهم جدا، إلا أنه في المدى القصير كل العيون يجب ان تكون شاخصة الى قطاع غزة.

في المداولات الداخلية، في الجيش وفي المخابرات على حد سواء، بدأوا يتحدثون عن امكانية تصعيد قريب في القطاع. لا حاجة لقراءة التقارير الاستخبارية لدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"؛ فيكفي النظر الى التغييرات والميول على الارض كي نفهم في اي تجاه تهب الريح. اولاً، الوضع الانساني في القطاع يتفاقم بسبب مشاكل في البنية التحتية تؤثر على توريد المياه والكهرباء، والضغط الذي تمارسه السلطة الفلسطينية على "حماس".

اضافة الى ذلك، فان قطر، الراعية الاساس لـ "حماس"، حيث استقرت قيادة الخارج في المنظمة، تواجه مقاطعة سياسية وضغطا دوليا متزايدا من شأنهما ان يؤثرا على دعمها الاقتصادي لـ "حماس" ما سيفاقم الوضع في القطاع أكثر فأكثر. ونتيجة لذلك هناك تخوف من أن تعمل "حماس" بعدوانية على تحسين الوضع الاقتصادي ومكانتها في العالم العربي. فصور قاسية من مواجهة مبادر اليها مع إسرائيل كفيلة بالتأكيد بأن تساعدها على تحقيق هذا الهدف.

ينبغي ان تضاف الى ذلك حقيقة انه في الاسابيع القريبة ستبدأ في إسرائيل الاشغال من أجل إقامة العائق التحت أرضي الذي سيصفي عملياً مشروع أنفاق الذراع العسكرية لـ "حماس". من الصعب التصديق بان المنظمة لن تحاول تشويش هذا النشاط. فقبل بضعة أيام فقط اكتشف رجال وكالة الغوث (الانروا) نفقاً لـ "حماس" يمر قسم من مساره تحت مدرسة المنظمة، وسط القطاع.

ويقول مصدر أمني ان "حماس" تحاول بكل قوتها تنفيذ عمليات "ارهابية" في "يهودا" و"السامرة"، ولا تتردد في الوسائل. وبالتوازي يصعد رجال المنظمة المظاهرات أمام جدار الفصل في غزة، ويوم الجمعة الماضي قتل متظاهر بنار الجيش الاسرائيلي. واحتمال التصعيد عال ويمكن التقدير بانه في أول فرصة ستسمح "حماس" لمنظمات عاقة في القطاع بإطلاق النار نحو العاملين في مشروع العائق التحت أرضي بهدف تشويشه. ونقلت اسرائيل رسائل بانها لن تسمح بوقف المشروع حتى بثمن التصعيد المتجدد. ومن يدير مع اسرائيل الازمة التالية هو يحيى السنوار، الزعيم الجديد للحركة والمعروف بخطه الصقري، والذي سيكون هذا هو الاختبار الأول له لزعامته.

اسرائيل بحاجة الى استعلامات اخطارية واحباط العمليات سواء في "يهودا" و"السامرة" او في اراضي اسرائيل. وبالتوازي ينبغي اتخاذ أعمال للتنفيس الاقتصادي في القطاع والاستعداد للتصعيد في المدى الزمني القصير، إذ إن العنوان بات مكتوبا على الحائط.

عن "يديعوت"