تتفاقم أزمة الكهرباء يوماً بعد يوم ويكاد البعض يجزم أنها أزمة سياسية مصطنعة، وآخرون يرون أنها من افتعال الاحتلال الإسرائيلي، الذي أقر أمس قانون يقضي بتقليص كمية الكهرباء الواصلة للقطاع.
وتفاعلت أزمة الكهرباء مع عامل الانقسام وأنتجت أزمة قتلت الحياة بالقطاع، حيث أصبحت المشكلة الرئيسية التي تواجه المواطنين في كافة قطاعات الحياة، ضمن رزمة من الأزمات الخانقة التي يعاني منها قطاع غزة على مدار عشر سنوات متتابعة.
وأقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، خلال جلسته الأسبوعية، أمس الأحد، قراراً يقضي بتقليص إمدادات الكهرباء الواصلة لقطاع غزة، عملاً بتوصيات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقليص الأموال التي تدفعها السلطة لقاء كهرباء القطاع.
بدوره، قال مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء محمد ثابت، إن الشركة لم تبلغ بشكل رسمي بخصوص تقليص كمية الكهرباء الواردة من إسرائيل، كما أنه لم ترد للشركة أي مخاطبات من أي جهة رسمية، "لذلك لا نريد أن نستبق الأحداث وننتظر ما ستؤول إليه الأوضاع".
وأوضح ثابت، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أنه في حال إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تقليص كميات الكهرباء الواردة للقطاع، فإن ذلك سيكون له دواعي كارثية تهدد حياة المواطنين، محذراً من تداعيات الأزمة التي ستطال جميع الأطراف والجهات في أنحاء القطاع.
وناشد الأمم المتحدة والأطراف الدولية بضرورة التدخل من أجل وقف إجراءات الاحتلال، والضغط عليه لوقف ممارساته بخصوص تقليص كمية الكهرباء الواردة إلى غزة.
وأشار ثابت إلى أن كمية الكهرباء الإسرائيلية الحالية تكفي بالكاد لتطبيق جدول 4 ساعات وصل، مؤكداً على أن عملية التقليص ستؤثر على جدول توزيع الكهرباء، وبالتالي لا يمكن التنبؤ بحجم عدد ساعات الوصل والقطع في مختلف محافظات القطاع.
وشدد على أن شركة توزيع الكهرباء تعاني من عجز كبير في كمية الكهرباء تجاوز حد الـ75 % ، وبالتالي عملية التقليص سترفع العجز إلى مستويات قياسية غير مسبوقة وخطيرة.
ولفت ثابت إلى أن جدول توزيع الكهرباء المعمول به حالياً في مناطق قطاع غزة كافة هو 4 ساعات وصل يقابها 12 ساعة قطع، مؤكداً على أن حل أزمة الكهرباء بحاجة إلى إرادة فلسطيينة خالصة
وفي ختام حديثه، دعا المواطنين إلى ضرورة تفهم طبيعة عمل شركة توزيع الكهرباء، والإبلاغ عن أي تعديات على خطوط الكهرباء، لافتاً إلى أنها تقوم بتوزيع الكميات المتوفرة لديها بالتساوي على مختلف مناطق القطاع.
الجدير ذكره أن قطاع غزة يعاني منذ عشر سنوات من أزمة الكهرباء، حيث يحصل المواطن من خلال جداول التوزيع على 8 ساعات وصل يقابلها 8 ساعات فصل، وفي حالة نفاذ الوقود المخصص لمحطة توليد الكهرباء في غزة تمتد إلى 12 ساعة فصل مقابل 4 ساعات وصل.