مع تفاقم أزمة الكهرباء

بالفيديو "غزة" على أعتاب كارثة بيئية وتحذير من الاستجمام على شاطئ البحر

قطاع غزة على أعتاب كارثة بيئية وتحذير من الاستجمام على شاطئ البحر
حجم الخط

لا شك أن أزمة الكهرباء التي تفاقمت مؤخراً في قطاع غزة، أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين اليومية من حيث تردي كميات الكهرباء الواردة إلى منازلهم، والتي أدت إلى بروز مشاكل كبيرة من شأنها أن تؤثر على حياة المواطن الطبيعية.

ومع تفاقم أزمة الكهرباء بغزة، فإن أزمات عدة طفت على السطح مؤخراً نتيجة لاستمرار انقطاع التيار الكهربائي، حيث باتت أزمة الكهرباء مشكلةً رئيسية تقتل الحياة وتفتك بحياة المواطن الفلسطيني بغزّة.

وللوقوف على نتائج استمرار انقطاع التيار الكهربائي على البيئة والآثار المترتبة على ذلك، قال مسؤول المختبر البيئي في سلطة جودة البيئة، عطية البرش، إن "سلطته تتابع بقلق بالغ مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ شبه متواصل، لفترات تزيد عن 20 ساعة يومياً" موضحاً أن هذا الانقطاع المتواصل أدى إلى حدوث شلل شبه تام في كافة المرافق الحيوية والخدماتية البيئية والصحية التي يتلقاها السكان في قطاع غزة، ومن ضمنها التزود بالمياه ومعالجة المياه العادمة.

وأوضح البرش، خلال حديثه لوكالة "خبر"، أن شاطئ بحر القطاع أصبح يستقبل يومياً ما يزيد عن 110ألف لتر مكعب من المياه العادمة، مؤكداً على أن هذه الكميات كبيرة جداً، مقارنة بشاطئ لا يتعدى مساحته حد الـ40 كيلومتراً.

وأشار إلى أن شاطئ بحر غزة الذي يعتبر المتنفس الوحيد للمواطن، قد تحول من محمية طبيعية إلى مكرهة صحية، ومستنقع من المياه العادمة ومياه المجاري، مبيّناً أن السبب الرئيسي في ذلك هو تصريف وإلقاء المياه العادمة على طول شاطئ بحر القطاع.

وشدد البرش، على أن قطاع غزة يُعاني منذ أكثر من عشر سنوات من حصار خانق وظالم، أدى إلى نتائج خطيرة من الناحية البيئية، مشيراً إلى القصور الواضح في معالجة المياه العادمة نتيجة الحصار، وأيضاً حاجة القطاع إلى محطات معاجلة للمياه العادمة، والتي منع دخولها الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المحطات المقامة حالياً، لا يتوفر فيها كهرباء أو وقود كافي لمعالجة المياه العادمة، لذلك فإن سلطة البيئة أصبحت تواجه معضلة خطيرة وكارثة تهدد الحياة البيئية في القطاع.

وتابع البرش: "في العام الحالي نحن في سلطة جودة البيئة، ووزارة الصحة وبمساعدة الشرطة البحرية، قمنا بتنفيذ مراقبة جودة مياه شاطئ بحر القطاع، حيث أن الدورة الأولى كانت في مايو2017، وقمنا من خلالها بجمع عينات من شمال القطاع حتى جنوبه، وتحليلها في مختبرات وزارة الصحة"، لافتاً إلى أن نتائج الفحص المجهري، أكدت وجود أجزاء واسعة من القطاع ملوثة وغير صالحة للاستجمام.

وأردف: "قمنا بنشر خرائط عبر وسائل الإعلام لكي يتضح للمواطن الأماكن الملوثة بالتفصيل"، مهيباً بالمواطنين ضرورة الابتعاد عن الأماكن الملوثة والتوجه نحو الأماكن الصالحة للاستجمام حفاظاً على سلامتهم.

ولفت البرش إلى أن جودة البيئة، خاطبت حكومة الوفاق الوطني مرات عديدة، لمطالبتها بدعم البلديات بالوقود أو على الأقل إعفاء هذه البلديات من ضريبة "البلو" المفروضة على الوقود، من أجل تمكين البلديات التشغيلية من شراء الوقود لمعالجة المياه العادمة.

وأكد مسؤول المختبر البيئي، على أنه في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، فإن محطات معالجة المياه العادمة في القطاع تقف عاجزة عن معالجة المياه العادمة، مشدداً على أن نظام المعالجة يحتاج إلى استمرارية توفر الكهرباء.

وفي ختام حديثه، أشار البرش، إلى أن التلوث لا يعرف الحدود، حيث أنه من الممكن أن يطال الجميع، مخاطباً المجتمع الدولي برسالة أخيرة، للضغط على إسرائيل، لرفع الحصار المفروض على القطاع، والسماح بإدخال وتوفير المواد الخام الأساسية والإنسانية لسكان القطاع، وتوفير احتياجاته من كهرباء ووقود.

يشار إلى أن قطاع غزة يعاني منذ عشر سنوات من أزمة الكهرباء، كما أعلنت سلطة الطاقة بغزة قبل نحو شهرين، عن توقف محطة التوليد الوحيدة في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمة الكهرباء، حيث بات المواطن يحصل على 3 أو 4 ساعات وصل يومياً يقابلها 12 ساعة قطع.