منح معهد البحوث للدراسات العربية في القاهرة الباحث الفلسطيني حسن رفيق المدهون درجة الماجستير في الإعلام بتقدير ممتاز عن بحثه بعنوان” الدور الاتصالي للدبلوماسية الرسمية والشعبية الفلسطينية في تحسين الصورة الذهنية للفلسطينيين في مصر”، حيث تكونت لجنة المناقشة والحكم من كل من أ.د سوزان القليني الأستاذةِ بمعهدِ البحوثِ والدراساتِ العربيةِ، وعميدةِ كليةِ الآدابِ بجامعةِ عين شمس، مشرفاً ومناقشاً، وأ.د حسن عماد مكاوي أستاذُ الإعلامِ، وعميدُ كليةِ الإعلامِ السابقِ في جامعةِ القاهرةِ، وعميدُ كليةِ الإعلامِ بجامعةِ مصرَ للعلومِ والتكنلوجيا مناقشاً، الأستاذُ الدكتورُ حسين أبو شنب، عميدُ كليةِ الإعلامِ الأسبقِ في جامعتي الأقصى وفلسطين في غزة مناقشاً خارجياً، وبحضور نخبة من المدعوين من الأكاديميين وطلاب الدراسات العليا في الجامعات المصرية والمهتمين.
وقدم الباحث حسن المدهون في بداية المناقشة نبذة مختصرة عن أبز ما تضمنه بحثه والذي تناولَ الفصلُ الأولُ الإطارَ المنهجيَّ والنظريَّ للدراسةِ، فيما جاء الفصلُ الثاني بعنوانِ: “الدبلوماسيةُ الرسميةُ والشعبيةُ الفلسطينيةُ”، واشتمَلَ على:
أولاً: مفهومِ الدبلوماسيةِ، نشأتِها، وتطورِها، وأشكالِها، فلسطينيًّا على الصعيدِ الرسميِّ.
ثانياً: إضافةً إلى الدبلوماسيةِ الشعبيةِ، نشأتِها، وتطورِها.
ثالثاً: كما تضمنَّ العَلاقاتِ الدبلوماسيةَ الفلسطينيةَ المصريةَ، والأنشطةَ التي تمارِسُها الدبلوماسيةُ الفلسطينيةُ في مصر.
رابعاً: واشتمَلَ أيضًا على آثارِ الانقسامِ الفلسطينيِّ على العملِ الدبلوماسيِّ، والإعلامِ المصريِّ، وحركة حماس.
خامساً: أما الفصلُ الثالثُ فقد جاء بعنوانِ “نتائجُ الدراسةِ المَسحيةِ، ومناقشتُها.. وتقديمُ أهمِّ النتائجِ والمقترحاتِ التي توصّلت إليها الدراسةُ، إضافةً إلى المراجعِ والملاحق”.
وفي رحلةِ العملِ الدبلوماسيِّ الفلسطينيِّ، قال الباحث اسمحوا لي بأنْ أغوصَ قليلًا في أعماقِ التاريخِ الحافلِ بالمَراحلِ والمنعطفاتِ والمتَغيراتِ على صعيدِ الدبلوماسيةِ الفلسطينيةِ، التي بدأت منذُ أوائلِ القرنِ التاسَعَ عشرَ، حيث الاحتلالُ البريطانيُّ في النصفِ الأولِ من القرنِ التاسعَ عشَرَ، ثم الاحتلالُ العسكريُّ الإسرائيليِّ عامَ ألفٍ وتِسعِمِائةٍ وثمانيةٍ وأربعينَ، وما تمخّض عنه من اعتداءاتٍ ومجازرَ بحقِّ الإنسانِ الفلسطينيِّ، مرورًا بتأسيسِ منظمةِ التحريرِ الفلسطينيةِ كممثلٍ شرعيٍ ووحيدٍ للشعبِ الفلسطينيِّ، حيث التاريخُ الحافلُ بالنضالِ والدفاعِ عن الحقِّ والوجودِ، والانتماءُ للأرضِ والهُويةِ، ثم انطلاقُ المفاوضاتِ، والبَدْءُ في عمليةِ التسويةِ وَفْقَ قراراتِ الشرعيةِ الدوليةِ، والأممِ المتحدةِ، والانتفاضاتِ الشعبيةِ من قَبلُ ومن بعدُ، ثم الحروبُ التي شنَّها الاحتلالُ الإسرائيليُّ على قطاع غزة، وكذلك الاعتداءاتُ على الضفةِ الفلسطينيةِ المتمثلةِ في أشكالِ الانتهاكاتِ كافةً، وسياسةِ الاستيطانِ، والجدارِ الفاصلِ، وتهويدِ القدسِ، وسَرِقةِ المياه. وبِناءً عليه، كان لزامًا علينا أضاف الباحث استثمارُ هذه الانتهاكاتِ والخُروقاتِ، والمخالفاتِ الواضحةِ للقانونِ الدوليِّ، ولمبادئِ حقوقِ الإنسانِ، وتوظيفها نحوَ عملٍ دبلوماسيٍّ لتشكيلِ رأي عامٍّ عربيٍ وعالميٍ، مساندٍ وداعمٍ للقضيةِ الفلسطينيةِ، وحَمَلاتِ المناصرةِ والتحشيد. وأكد الباحث أن الدبلوماسيةُ الفلسطينيةُ اعتمدت - على الدوامِ- نهجَ عدمِ التدخّلِ في الشؤونِ الداخليةِ للدولِ العربيةِ، وحَرِصت على تعزيزِ العَلاقاتِ بشكلٍ متميزٍ مع الكلِّ العربيِّ، والعملِ ضمنِ إستراتيجية متكاملةٍ لبناءِ شَراكاتٍ قويةٍ مع عددٍ منها، وقد تربّعت مِصرُ على رأسِ قائِمتِها، واستمرت القيادةُ الفلسطينيةُ في اعتمادِ المرجعيةِ العربيةِ في القضايا المصيريةِ الخاصةِ بالدولةِ الفلسطينية. مشكلة الدراسة تَحدّدت مشكلةُ الدراسةِ لتضعَ يدَها على تداعياتِ أحداثِ الانقسامِ الفلسطينيِّ، واختلافِ النظامِ السياسيِّ، الذي كانت من نتائجِه سيطرةُ حركةِ حماس بالقوة على قطاعِ غزة عامَ ألفين وسبعة، وما كان يَنشُرُهُ الإعلامُ المصريُّ عن تدخلاتِ حماس في شؤونِ مصرَ الداخليةِ، ما أثَّر على صورةِ الفلسطينيِّ في أذهانِ الجمهورِ المصريِّ. لذا، ارتأَى الباحثُ ضرورةَ الوقوفِ على كلِّ المكوناتِ والعواملِ، التي أدت إلى التأثيرِ على الصورةِ الذهنيةِ للفلسطينيينَ في أذهانِ الشعبِ المصريِّ، والوقوفِ على الدورِ الاتصاليِّ، والذي تقومُ به الدبلوماسيةُ الرسميةُ والشعبيةُ الفلسطينةُ في تحسينِ تلك الصورةِ المُشوَّهةِ عن الشعبِ الفلسطيني.
منهج الدراسة
تنتمي الدراسةُ إلى الدراساتِ الوصفيةِ، مستخدمةً “منهجَ المَسحِ” لعينةٍ من العاملينَ في الدبلوماسيةِ الفلسطينيةِ شعبيًّا ورسميًّا داخلَ جمهوريةِ مصرَ العربيةِ، وعينةٍ من الجمهورِ المصريِّ في محافظةِ القاهرةِ؛ للتعرف على الدورِ الاتصاليِّ للدبلوماسيةِ الرسميةِ والشعبيةِ الفلسطينيةِ في تحسينِ الصورةِ الذهنيةِ للفلسطينيينَ بمصر. مجتمع الدراسة يَنقسمُ مجتمعُ الدراسةِ إلى فئتَين:
أولًا: فئةُ الدبلوماسيةِ الفلسطينيةِ، وتتمثلُ في:
أ- الدبلوماسيةِ الرسميةِ
ب- الدبلوماسيةِ الشعبيةِ
ثانيًا: فئةُ المجتمعِ المصري:
وتتمثلُ في المجتمعِ المصريِّ بمحافظةِ القاهرة عينةُ الدراسةِ الميدانية: تم اختيارُ عينةٍ عشوائيةٍ قَوامُها مائةٌ وعشرةُ مبحوثين، موزّعين ما بين السفارةِ والجاليةِ الفلسطينيةِ في جمهوريةِ مصرَ العربيةِ، كما تمَّ اختيارُ عينةٍ عشوائيةٍ قَوامُها ثلاثُمِائةِ مبحوثٍ من الجمهورِ المصريِّ في محافظةِ القاهرةِ، وقام الباحثُ بإعدادِ صحيفتيّ استقصاءٍ للدبلوماسيينَ الرسميينَ والشعبيينَ في جمهوريةِ مصرَ العربيةِ، والأخرى تخصُّ الجمهورَ المصري.
أسلوبُ جمعِ البيانات:
استخدَمَ الباحثُ في الدراسةِ أداةَ صحيفةِ الاستقصاءِ لجمعِ البياناتِ، وقام بتصميمِ صحيفتيّ استقصاء.
1- صحيفةُ استقصاءٍ خاصةٍ بالدبلوماسيةِ الرسميةِ والشعبيةِ الفلسطينية:
وطبَّق الباحثُ صحيفةَ الاستقصاءِ لِجَمْعِ البياناتِ على عينةٍ قَوامُها مائةٌ وعشرةُ مبحوثين، موزّعين ما بين السفارةِ والجاليةِ الفلسطينيةِ في جمهوريةِ مصرِ العربية.
2- صحيفةُ استقصاءٍ خاصةٍ بالجمهورِ المصري:
كما طبَّق الباحثُ صحيفةَ استقصاءٍ لِجَمعِ البياناتِ على عينةٍ قَوامُها ثلاثُمِائةِ مبحوثٍ من الجمهورِ المصريِّ في محافظةِ القاهرةِ؛ لمعرفةِ الصورةِ الذهنيةِ لديهم عن الفلسطينيين.
لقد أثبتتْ هذه الدراسةُ ما يلي:
1- النظرةُ العامةُ لدى الجمهورِ المصريِّ حيالَ الدولةِ الفلسطينيةِ نظرةٌ إيجابيةٌ؛ نظرًا لِمَا يتعرَّضُ له الشعبُ الفلسطينيُّ من جرائمَ عُدوانيةٍ من قِبلِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ، إضافةً إلى الروابطِ الدينيةِ والثقافيةِ بين البلدَين؛ لما لها من تقاربٍ في الكثيرِ من النواحي، كالعادات، والتقاليد، والقيم.
2- وُجودُ نسبةٍ لا يُستهانَ بها مِن الجمهورِ المصريِّ يَنظُرُ بسَوداويةٍ إلى واقعِ الدولةِ الفلسطينيةِ في الوقتِ الحاليِّ تحديدًا بعد الانقسامِ الفلسطينيِّ، الذي دَفَع إلى وجودِ توجّهاتٍ سياسيةٍ مختلفةٍ منذ أنْ سيطرتْ حركةُ حماس بالقوةِ على السلطةِ في قطاعِ غزة، إضافةً إلى الخلافِ الفتحاويِّ الداخلي.
3- وجودُ قصورٍ لدى الدبلوماسيةِ الفلسطينيةِ في توضيحِ أهميةِ المَقارِّ الدبلوماسيةِ للتواصلِ بين البلدَين، إضافةً إلى تراجُعِ التركيزِ على التعاونِ بين السفارةِ وقادةِ الرأي في المجتمِع المصريِّ، الأمرُ الذي يحتاجُ إلى مضاعفةِ الجُهدِ؛ للوصولِ إلى تنسيقٍ يناسِبُ العَلاقةَ التاريخيةَ ما بين المجتمعِ الفلسطينيِّ والمجتمعِ المصريِّ، ولما لقادةِ الرأي من أهميةٍ وتأثيرٍ فعّالٍ في المجتمعِ المصري.
مقترحات الدراسة
1- العملُ على تعزيزِ الصورةِ الإيجابيةِ للشعبِ الفلسطينيِّ لدى الجمهورِ المصريِّ، من خلالِ التركيزِ على الخصائصِ، والاحتياجاتِ، والدوافعِ الثقافيةِ المشتركةِ التي تَربِطُ الشعبَين.
2- ضرورةُ الدعوةِ للوَحدةِ الوطنيةِ، وإنهاءِ الانقسامِ الفلسطينيِّ، ومفرزاتِه؛ لما لهذه الخُطوةِ من تأثيراتٍ إيجابيةٍ على القضيةِ الفلسطينيةِ، وإنهاءِ الحالةِ المأساويةِ التي يعايشُها الفلسطينيون، مع ضرورةِ أنْ يكونَ ذلك بجُهدٍ مصريٍّ وعربيٍّ.
3- الاستمرارُ في تكاملِ جهودِ الدبلوماسيةِ الرسميةِ والشعبيةِ في جميعِ الأنشطةِ “السياسيةِ، والثقافيةِ، والاجتماعيةِ، والإنسانيةِ، والدينيةِ”؛ من أجلِ الوصولِ لصورةٍ ذهنيةٍ إيجابيةٍ عن الدولةِ الفلسطينيةِ في جمهوريةِ مصرَ العربية.
واختتم الباحث كلمته بأبيات من الشعر أثنى بها على مشرفته وأساتذته لما قدموه من دور خلال فترة دراسته، قائلاً: لقد انتظرتُ هذا اليومَ كثيرًا وكثيرًا، وأجد نفسي عاجزًا عن الكلامِ في حضرةِ المقامِ الرفيعِ، والمَكانةِ السَّامقةِ العليّةِ، التي تُجاوِزُ حدودَ قاعتِنا لِتُصافِحَ كلَّ مصريٍّ وفلسطينيٍ يَحتضِنُ القضيةَ بين دَفتيّ قلبِه.. لذلك، فالفضلُ للهِ من قَبْلُ ومن بَعدُ القائلِ في آياتِه المحكماتِ: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} صدق الله العظيم، ثم حديثِ رسولِه الكريمِ محمدٍ، صلى اللهُ عليه وسلَّم: “لا يَشكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشكُرُ الناسَ”.
وأمامَ عظمةِ هذا المشهدِ، وأمامَكم أيها الحضورُ الكريمُ، فإنها تتلعثمُ على شَفتايْ الحروفُ والكلماتُ، لِأَجدَ في طَيّاتِ المعاجمِ ما يُعبِّرُ عن شُكري وعِرفاني لكلِّ مَن أسهم في إنجازِ هذا البحثِ.. فالشكرُ للهِ أولًا وأخيرًا، وإن كان فيه توفيقٌ فمن اللهِ، وإن كان من تقصيرٍ فمن نفسي والشيطان.
أما بعدُ… الشكرُ لأستاذتي الدكتورةِ / سوزان يوسف القليني، الأستاذةِ بمعهدِ البحوثِ والدراساتِ العربيةِ، وعميدةِ كليةِ الآدابِ بجامعةِ عين شمس، المشرفةِ على هذه الرسالةِ، حيث إنها لم تَأْلُ جُهدًا في إتمامِ ما هو ناقصٌ، وتجميلِ ما هو تامٌّ، فأشكُرُ أُستاذيتَها، وإنسانيتَها، وتواضعَها، عزيزةً، كريمةً، معطاءةً، فكلُّ آياتِ الشكرُ لها والعِرفان. فيا زنبقةً عِطرهُا عَلَمٌ يُصافِحُ رسالتي ** حروفُها حِكْمٌ يُناغِمُ نبضَ كلماتي أستاذتي سوزان.. دُمتِ شُعاعَ إرشادي ** ونهرَ عَلَمٍ يَعلُو به في الحياةِ مَقامي ليس اكتمالًا واحدًا، لكن من حُسنِ المقامِ أن تكتملَ لجنةُ الحُكمِ بقامتَين مُنتصبتَين عَليّتَين، إنهما الأستاذانِ الجليلانِ اللذَين قَبِلَا أن يكونَا عَلَمَيْنِ، يُكملِان مسيرتي في هذه الرسالةِ… الأستاذُ الدكتورُ حسن عماد مكاوي، أستاذُ الإعلامِ، وعميدُ كليةِ الإعلامِ السابقِ في جامعةِ القاهرةِ، وعميدُ كليةِ الإعلامِ بجامعةِ مصرَ للعلومِ والتكنلوجيا.
أقولُ له اليومَ: أشرَقَ بنورٍ زانَه علماؤُنا بضياءٍ ** وأرفِعْ بحسنِكَ بأسَنا بقوةٍ وعِماد صَباحَ إعلامٍ لا شمسَ له أبدًا ** إن لم يصافِحْ أستاذَنا مكاوي فله كلُّ الشكرِ لتفضلُّهِ بالمشاركةِ في مناقشةِ الرسالةِ، وقَبولِه الاشتراكَ في لجنةِ الحُكمِ على الرسالةِ، فجزاه الله عني خيرَ جزاءٍ، ومتّعه اللهُ بموفورِ الصحةِ والعافية. أما صاحبُ المقامِ الرفيعِ، والأَبُ الحاني، الأستاذُ الدكتورُ حسين أبو شنب، عميدُ كليةِ الإعلامِ الأسبقِ في جامعتيّ الحبيبةِ الأقصى وجامعةِ فلسطين، فأقولُ له: مقامٌ رفيعٌ خطَّه أعلامُنا ** وبَدَتْ حكايةُ ثورةٍ وشِعار أبو شنب حسين أستاذُنا ** منه الشرارةُ ومِنا إليه أشعار فله مني كلُّ الشكرِ والتقديرِ، فهو بمنزلةِ الأستاذِ والأَبِ لكلِّ طلبةِ العلمِ، خاصةً الفلسطينيينَ داخلَ جمهوريةِ مصرَ العربيةِ؛ لتفضلُّهِ بالمشاركةِ في مناقشةِ الرسالةِ، وقَبولِه الاشتراكَ في لجنةِ الحكمِ عليها، وتحمُّلِه عَناءِ قراءتِها، فجزاه اللهُ عني خيرَ جزاءٍ، ومتعه اللهُ بموفورِ الصحةِ والعافية.
أما حديثُ القلبِ.. فهو شجونٌ يصافِحُ مَن أسكُنُهما ويَسكُنانِي في حَنايا الوِجدانِ.. والداي، أطالَ اللهُ في عُمُريهما، أُمٌّ وأَبٌ عالَمٌ بأكملِه يدعو لي، وأدعو لهما بالحفظِ ودوامِ العافية.. فلهما مني نبضةُ قلبٍ، ودَمُ شِريانٍ، وقُبْلةُ رأسٍ أَطبعُها على جَبينَيهما مدى الحياة. إخوتي.. يا سندًا شامخًا، هامَتي بكم اليومَ تبدو أكثرَ زَهوًا، شكرًا لكم بحجمِ قلبٍ يُحبُّكم وتُحبُّونه. زوجتي.. قلبي، وما أملِكُ.. منك العطاءُ، ومني الوفاءُ، تتلخَّص فيك معاني الحبِّ والصبر. أقماري الثلاثةُ في فَضاءِ حياتي: تاليا، جود، ريتال، أشتاقُكم، وعِناقي لكم هو الدعاءُ بالحفظِ، وعلى الدوامِ سعداء. عبير.. أرسِلُ لكِ باقةَ وردٍ تسافِرُ إليكِ على أملِ اللقاءِ… أختي التي لم تلدْها أمي… لكِ مني كلُّ الشكرِ والعرفان.
كما أُهدي رسالتي هذه إلى شهداءِ فلسطينَ ومصرَ، الذين رَووا بدمائِهم الزكيةِ ثَرى أوطانِهم.. ولرُوحِ الشهيدِ الخالدِ في قلوبِنا ياسر عرفات (أبو عمار) رَحِمه اللهُ أسطورةِ شعبٍ… وكِفاحِ أرضٍ… وهُويةِ وطنٍ، إلى الأسرى هناك بسجنِهم.. أنتم فخرُنا وأملُنا، لن ننساكم مهما غيّبتكُم زنازينُ المحتلِّ، فطاقةُ أملٍ أنكم ستكونون بيننا أحرارًا. كما أشكرُ كلَّ مَن حضَرَ ولبَّى دعوةَ العلمِ، الإخوةَ والأخواتِ، والزملاءَ الأفاضلَ، والأساتذةَ والباحثينَ، فمني لكم كلُّ الشكرِ والتقدير.