قال مسؤول ملف الاتحاد الأوروبي في بعثة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا ولوكسمبورج المستشار هادي شبلي، إن تراجع الاهتمام الأوروبي الرسمي بالقضية الفلسطينية يعود لأحداث الربيع العربي واستمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وشدد شبلي أن هذا التراجع في الدور الاوروبي لم يمنع الجهود الشعبية وأنشطة منظمات المجتمع المدني ونواب البرلمانات في أوروبا من زيادة الفعاليات المساندة للقضية الفلسطينية سواء من خلال تعزيز حملات المقاطعة أو رفض الاستيطان وإدانة حصار قطاع غزة من خلال فعاليات متعددة وشبه دائمة جعلت القضية الفلسطينية شأن داخلي اوروبي.
وتحدث المستشار شبلي عبر سكايب من بروكسل خلال جلسة حوار نظمها مركز بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية تحت عنوان: "سياسة الاتحاد الأوروبي الحالية والمستقبلية تجاه القضية الفلسطينية" في مدينة غزة. بحضور كثيف من قطاعات المجتمع الفلسطيني.
وأكد شبلي على أن المواقف الاوروبية من القضية الفلسطينية يجب ان تنبع أولا من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية والقانونية الأوروبية من القضية الفلسطينية من التزام قانوني واخلاقي بالإضافة الى وجود مصالح حقيقية لدول أوروبا في الشرق الأوسط الذي لن يستقر دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
ووجه شبلي دعوة الى توحيد الاستراتيجية والخطاب الفلسطيني في التعامل مع الاتحاد الاوربي ودوله ومؤسساته واستثمار الحراك الشعبي وجهود المنظمات غير الحكومية والتعاطف من نواب البرلمانات بهدف الضغط على المؤسسة الرسمية الأوربية من أجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضي الدولة الفلسطينية.
واعتبر أن الاتحاد الأوربي يقف حاليا أمام تحديات وفرص جراء وصول الرئيس الأمريكي ترمب الى البيت الأبيض ومواقفه السلبية من الاتحاد الاوربي، وانسحاب بريطانيا من الاتحاد، والعلاقة الأوروبية المتردية مع روسيا على خلفية الموقف من الازمة الاوكرانية، مؤكدا أن هذه التحديات يمكن أن تتحول الى فرص من خلال شراكة استراتيجية بدأت خطواتها بين فرنسا وألمانيا كقوتين عسكرية ومالية بإمكانهما تطوير الاتحاد الاوربي من خلال الحضور المنافس للسياسة الأمريكية الجديدة في كل القضايا بما فيها الشرق الأوسط.