د. عزالدين أبو ميزر " لو أنّ... "

د. عزالدين أبو ميزر   " لو أنّ...  "
حجم الخط

لو أنّ فِرعوْنَ لاقى يومَ أنْ وَرَدَا

مَنْ رَدّهُ عن حِياضِ الكِبْرِ ما وَرَدَا

وما طغى وعلا في الأرضِ ثمّ مضى

كالسّيفِ فوقَ رقابِ النّاسِ مُنجرِدَا

أو قالَ قولتَهُ والكِبرُ يملؤُهُ

وبئْسَ قولٌ بهِ عن غيرهِ آنْفَرَدَا

يا أيّها النّاسُ إنّي ربّكُمْ وأرى

ما لا تروْنَ وهذا الخلقُ لي سَجَدَا

وما علمتُ لكم ربّاً سِوايَ يُرى

وإنّ لي مُلكُ مِصرٍ خالصاً أبَدَا

وما أريكُمْ سِوى ما أرتئيهِ لَكُمْ

وهل رآى الحقَّ يوماً مِثلُهُ وهَدَى

كذا الفراعينُ أيّاً كانَ شكْلُهُمُو

طريقُهم واحدٌ إنْ غارَ أوْ نَجَدَا

أمّا الشّعوبُ فإمّا أنّهم تَبَعٌ

وفاسدونَ على أعقابِ مَنْ فَسَدَا

أوْ أنّهم أُنُفٌ يسمو الإباءُ بِهِمْ

ومثلُهُمْ عزّت الأرحامُ أنْ تَلِدَا