شفيق.. ويعلون.. وصدمة تيران وصنافير

thumbgen (9).jpg
حجم الخط

 

لا أحب أن أحجر على مثل الفريق شفيق رأيه، كما لست بصدد تعليق أو تعقيب على قوله بشأن قضية تيران وصنافير، فكم من تعليقات أو تعقيبات تصدر بشأن الفريق شفيق وغيره، ولا تعنى شيئا سوى مصادرة رأى أو وجهة نظر لطرف من الأطراف بأشكال مختلفة. فى هذه القضية أو غيرها.

يعنينى أكثر وبصفة مبدئية الموقع الذى أصدر منه الفريق شفيق رأيه. بالطبع تكلم الفريق شفيق عبر محطة فضائية مصرية، إنما من موقعه الإماراتى أو عنوانه المختار فى دولة الإمارات. إصدار الفريق شفيق رأيه من الإمارات فى قضية مصرية يجرح فى رأيه، ويجرح الأخوة المصرية- الإماراتية، ويجعل من البعض يجد فرصة للتساؤل: ماذا تخبئ العلاقات الإماراتية- المصرية، وهى على حد ما نرى ونعرف حلف وثيق منذ ٣٠ يونيو حتى الآن؟

أذكر أن بريجنسكى مستشار الأمن القومى الأمريكى، الذى رحل عن دنيانا منذ وقت قليل، كان فى زيارة لأحد البلدان الآسيوية، فسأله صحفى من هناك حول موقفه من الرئيس الأمريكى السابق أوباما فرفض بريجنسكى التعليق وأوضح للصحفى الآسيوى أن مبدأ السياسى الأمريكى عدم التعليق على شأن أمريكى خارج أمريكا. فما بال الشأن المصرى يبدو مستباحا بلا مبدأ من جانب قطاع كبير من ساسته قبل أن نرتب لنا حقا مع أخ أو شقيق أو حليف، ولنا بالطبع حق عند من يتدخل فى شأننا المصرى أيا كان دون وجه حق.

ودعك من الإمارات، فما بيننا يغلب المشاكل ويوفر فرصا واسعة لترسيخ مبادئ ربما غاب حسابها عن البعض هنا أو هناك. امسك فى قطر أو امسك على قطر كما تريد، فلا تتح لها فرصة، كلما وجدت فرصة فهى لم توفر فرصة إلا وبادلتك عداء مكررا، وغير مفهوم. إنما قل لى كيف بك جعلت مصر ساحة لإسرائيل؟ كيف بك أوجدت للمادة الإسرائيلية وظيفة فى جدالك الداخلى بشأن تيران وصنافير وغيرها من القضايا؟ ألست تحاجى، ولن أقول تعاير، بل تُخوّن مخالفيك بقول منسوب لموشيه يعلون، وزير دفاع إسرائيل السابق، إن مصر تنازلت عن الجزيرتين مقابل ١٦ مليار دولار؟

اسأل أولا: لماذا يقول الإسرائيلى مثل ذلك وبأى هدف قبل أن تجعله يقودك بتقديم ما تراه مادة لك؟

اسأل بالأحرى: ما هدف إسرائيل من أن تقول الآن إن رئيس حكومتها زار القاهرة سرا للقاء رئيس مصر؟

أول عن آخر أنت بلد صاحب اتفاقية سلام وعلاقات رسمية مع إسرائيل. لن يعيب رئيسك أن يلتقى الإسرائيليين علنا أو بعيدا عن الأنظار، فلكل بحث سياقه ومكانه، ولو قلت لرئيسك لماذا تلتقيهم سرا وإنهم أول من يذيع السر وعن عمد لقلت لك عداك العيب لكنك لا تمضغ إلا ما يقدمونه إليك على المائدة، فيقودونك إلى حيث يريدون، دعنى أذكرك بما هو منسوب ليعلون أيضا.

قال: ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو بيد أخيه فإن المتعة أكبر، وهذه سياستنا الجديدة، أن تشكل ميليشيات للعدو فيكون القاتل والقتيل من الأعداء.

تسألنى: تيران وصنافير مصرية أم سعودية؟ أقول لك: لن تخلص من المشكلة فى قضية تتضاءل فيها قيمة الخرائط والوثائق. هل تعرف لماذا؟

أقول لك: أنت تربيت فى المدرسة وفِى ثقافتك العامة على أنهما مصريتان وبسببهما أو بمناسبتهما حاربت مصر أو دارت عليهما حروب. لن أسرد لك تفاصيل التاريخ ولا وقائع اضطراب كل أرجاء الإقليم الآن. لن أحدثك عن سوء نوايا إسرائيل وأن السلام معها لا يعنى نهاية مطامعها، إنما أقول لك إنك تربيت وتثقفت بكل ما يجعل من تيران وصنافير واحدة من مكونات عقيدتك الوطنية والسياسية، لكنك الآن تعيش صدمة أنهما ليستا لك. مذهول ممن يقولون إن أباك ليس أباك أو إن ابنك ليس ابنك حتى لو كان كل ما يقدم لك من وثائق وإثباتات صحيحا مائة فى المائة. حتى لو صدقت وسلمت فى النهاية. ليس صحيحا بالمرة، ولم يثبت ولا مرة أن صحة الوثائق يمكنها أن تبدد هول الصدمة.

عن المصري اليوم