بالتفاصيل.. أسرار زيارة 14 دبلوماسيا أوروبيا لغزة

thumb (2)
حجم الخط

 تفيد معلومات مصدرها أوساط فلسطينية مطلعة، أن هناك تحضيرات لوضع خطة أوروبية مشتركة لتمويل مشاريع إعادة إعمار غزة، بسبب تردي الاوضاع وتحذيرات الأمم المتحدة من انفجار قريب بسبب التأخر في هذه العملية مع اقتراب مرور عام على انتهاء الحرب، وأن ذلك دفع بممثلي عدة بلدان أوروبية لزيارة قطاع غزة الأسبوع الماضي بتنسيق من الأمم للقاء ممثلين عن عدة قطاعات حيوية.

ومنتصف الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ كان ممثلو 14 بعثة أوروبية قدموا من مدينة رام الله بالضفة الغربية، ومن تل أبيب، يصلون بشكل متوال إلى "معبر إيرز"، وهو المعبر الإسرائيلي الذي منه تمر الوفود الدولية إلى غزة.
الزيارة رغم انها لم تدم إلا لساعات قليلة، ورتبها مكتب الأمم المتحدة في قطاع غزة، إلا أنها كانت جيدة حسب ما توفر من معلومات، وقد خصصت هذه الزيارة الأولى لاستطلاع الآراء حول كيفية البدء بعمليات إعمار غزة من خلال إشراف مؤسسات الأمم المتحدة “الأونروا” و”undp” .

اللقاءات التي عقدها الدبلوماسيين الغربيين لم تشمل قيادات من حركة حماس، لكن الزيارة رتبت بالتنسيق مع هذه الحركة، التي لم تبد ممانعة في بدء الإعمار بعيدا عن الحكومة الفلسطينية، التي لا تزال تستمر في الخلاف معها.

أحد الساسة الفلسطينيين في مدينة رام الله قال ان الاندفاع الاوروبي تجاه غزة سببه التحذير الدولي المتكرر بالانفجار، بسبب تأخر الإعمار، هذا السياسي يقول ان الأوروبيين في ظل عدم ممانعة إسرائيل للإعمار شرط الرقابة الدولية، بدأوا ببحث بدائل جديدة لتنفيذ المرحلة الأولى من الإعمار، عبر ضخ أموال الإعمار من خلال مؤسسات الأمم المتحدة العاملة في غزة، مع استمرار الخلاف حول الإشراف على الإعمار بين حكومة الوفاق الفلسطينية التي يرأسها الأكاديمي رامي الحمد الله، وبين حركة حماس.

فالشرط السابق للأوروبيين من أجل بدء الإعمار كان تسليم معابر غزة إلى الحكومة، بدلا من أن تكون في قبضة حماس، وهو أمر لن يتم في الوقت القريب بسبب تصاعد خلاف الأطراف الفلسطينية، دون مراعاة ظروف السكان المحاصرين والفقراء، لكن ذلك سيجرى الالتفاف عليه من خلال بدء المرحلة الأولى من مشاريع الإعمار في قطاع غزة من خلال الأمم المتحدة، التي تستطيع أن تنسق لإدخال مواد البناء مع الجانب الإسرائيلي دون الحاجة للسلطة الفلسطينية، وبدون أن تدفع ضرائب لسلطات حماس في غزة.

على العموم كل هذه الملفات والمواضيع التي تؤجل اعمار غزة جرى وضعها على طاولة البحث بين ممثلي أوروبا الـ14، وبين ممثلين عن القطاع الخاص وآخرون من مدراء مؤسسات العمل الاجتماعي والاغاثي الخاص.

"رأي اليوم" استفسرت من أحد من حضروا اللقاءات هناك في غزة من ممثلي المجتمع المدني، فقال انه خلال اللقاء تحدث ممثلو أوروبا بأن هناك توجهات قوية في العمل تقوم على عدم ربط المسائل الانسانية بالقضايا السياسية، خاصة في ملف الإعمار، وأنهم فهموا أن ذلك سيكون بعدم ربط إيصال التبرعات التي قطعت في مؤتمر القاهرة بوجود الحكومة على معابر غزة.

وستكون الخطة الأوروبية الجديدة على غرار مخطط قطر لإعمار غزة، فالأوروبيين اختاروا مؤسسات الأمم المتحدة والثانية اختارت لجنتها الخاصة لإعمار غزة بعيدا عن السلطة الفلسطينية.

واتفق على أن تكون هناك زيارة أخرى للممثلي أوروبا قريبا إلى غزة، ستخصص هذه المرة لزيارة الأماكن التي جرى فيها الدمار الكبير وأبرزها حي الشجاعية.

الجانب الفلسطيني المتمثل في حكومة الوفاق والرئيس محمود عباس "أبو مازن" لم يبديا ممانعة من التحرك الاوروبي، الذي جاء بتنسيق مع رام الله قبل الزيارة والوصول إلى غزة، رغم أنه لم يكن راضيا حتى اللحظة على التحركات القطرية.

الرئيس أبو مازن قال في مؤتمر دافوس المنعقد في البحر الميت في الأردن، ان الحكومة ماضية في البحث عن التمويل لإعادة اعمار قطاع غزة رغم المعيقات، وهي اشارة فسرت على ان هناك حراك جديد بملف الاعمار.

والدول المانحة تبرعت بأكثر من خمسة مليارات دولار لإعمار غزة لكن لم يصل من هذه الاموال إلا القليل، لإعمار آلاف المنازل والمباني الحكومية التي دمرت في الحرب، وبسبب التأخير في الإعمار الذي لم تبدأ خطواته العملية الحقيقية بعد، حذرت العديد من المؤسسات الدولية التابعة للامم المتحدة من انفجار وشيك في غزة، قد ينتج عنه تجدد اعمال القتال على غرار الصيف الساخن العام الماضي.