على بعد 300 متر "القسام" يشق طريقاً قرب السلك الحدودي والجيش الاسرائيلي يراقب

الخط الفاصل
حجم الخط

كثر الحديث في الأونة الأخيرة ، عن المفاوضات السرية ، والغير مباشرة بين ، اسرائيل ، وحركة حماس ، وربما فجر سرها القيادي البارز في الحركة ، الدكتور أحمد يوسف الذي كشف عن "دردشات" عبر الوسيط الأوروبي ، بين حركته واسرائيل ، ولكن سرعان ماأ خذت "الدردشات" تظهر وكأنها ، خلط للأورواق بقصد جر حماس الى مربع "التفاوض" لتصفية برنامج المقاومة .

اسماعيل رضوان القيادي في حماس ، اعتبر تصريحات يوسف ، "شطحات" تخصه وحده ، وليس لها أساس ، ولكن يوسف رد بتأكيدات ذات دلالة ، عن وجود " جص نبض" من قبل الجانبين ( اسرائيل وحماس) ، وهذه التأكيدات بنت عليها تقارير اقليمية وعربية ، بروز شكل ما من اشكال التفاوض بين حماس في غزة ، واسرائيل ، واجمعت كل التسريبات على أن المقابل الذي ترنو اليه حماس هو ميناء ، وتهدئة طويلة الأمد.

اليوم في الرابع والعشرين من شهر أيار تدخل جرافات تابعة لحركة حماس منطقة شرق الشجاعية ، على بعد 300 متر من برج المراقبة الاسرائيلي ، وقامت أول الجرافات بعملية مسح لطريق موازي للطريق الاسرائيلي - داخل الحدود ، ولكن الجندي الاسرائيلي الذي يراقب لم يتصور المشهد فقام بإطلاق ناره باتجاه الجرافة الأولى ، التي انسحبت على الفور من المكان ، ولكنها عادت اليه بعد ساعة وبرفقتها عدد من الجيبات العسكرية التابعة لكتائب القسام .

حسب المصادر ، أن الجرافات بدأت فعلاً بشق الطريق الموازي ، وعلى علم ورصد من البرج الاسرائيلي ، والسماء خالية تماماً من طائرات الاستطلاع ، وحتى الدوريات المعتادة لجنود الاحتلال خلف السياج الحدودي ، وعند مغيب الشمس انسحبت الجرافات بهدوء وبدون أي اعتراض على نشاطها اسرائيلياً.

ولكن مواقع التواصل الاجتماعي ، اثارت الموضوع ، وطرح النشطاء الاسئلة المنطقية ، التي تبحث عن اجابات لما يجري ، واغلب الذين علقوا على الموضوع ، اجمعوا على أن تنسيقاً ما جرى بين اسرائيل وحماس ، وأن موافقة مسبقة لشق الطريق كانت جاهزة طرف حماس ، ولو كان هذا قد تم من خلال طرف ثالث .

والبعض رأى أن الاوروبيين نجحوا فعلاً بإقناع حماس واسرائيل ، دخول مربع التفاوض ولو سراً وبطرف ثالث ، لتفكيك ألغام التفجير المقدرة في قطاع غزة ، وأن هذا الطريق بمثابة بداية عملية لتسيير دوريات "للقسام" لمنع الصواريخ والتسلل والاعمال "العدوانية" ضد اسرائيل .

ولكن البعض المناصر لحركة حماس والقسام ، وجد في الخطوة "شجاعة" وطنية وخطوة جرئية لتعبيد طريق في أرض فلسطينية ليس للاحتلال سلطة عليها ، وأنها طريق رصد لجنود الاحتلال وألياته ، ودعماً لرجال "الثغور".

من جهتها كتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس ، لم تصدر بياناً توضحياً لهذه الخطوة ، وتركت التأويلات مجال تداول بين الناس .

وربما البعض المتابع ربط ما بين شق الطريق وتكلفته، والأزمة المالية التي تعيشها حركة حماس ، ولم يجد ما يبرر به هذا التناقض في الصرف على طريق قد تدمره اسرائيل بأي وقت ، وبين الأزمة الخانقة التي تعيشها الحركة برمتها بما فيها الجناح المسلح ، حتى ذهب أحد المعلقين على الموضوع ، أن حماس لا تعيش أزمة مالية حقيقية ، بل أزمة مالية في الاعلام فقط لجني أكبر قدر ممكن من الاموال لصالحها وفرض الضرائب على سكان قطاع غزة .

اي كانت التقديرات والتأويلات ، أصبح من حق المواطن في قطاع غزة ، أن يفهم ويعرف عن مصيره ولو اليسيير ، فأن العقل يعمل على منصة المنطق ، وليس "العنتريات" الكاذبة ، كما يعلق أحدهم ، لو أراد الجيش الاسرائيلي لما أخرج من المنطقة الحدودية حياً ، ولكن في الأمر سر ، ستكشفه حتماً الأيام القادمة.