الشعر ملَّ حروفه (خليل مكاوي)

thumbgen (13).jpg
حجم الخط

الشعرُ ملَّ حروفهُ وأضاءَ شمعتَهُ على قبر المعاني

والنايُ أذهلها أنينُ الضائعين على شفا موتٍ مرير

فتكسّرت أنفاسُها الحيرى بحسرتها على نزف الأماني

وأتى الربيعُ محملاً بدماءِ أطفالٍ يحاصرها السعير

**

الناسُ أسكرها الذهولُ من السياسات الغبيةْ

تلك التي تقتاتُ من دمنا لتحيا فوق جثتنا الكئيبةْ

وتدسُّ حنظلها المرير على ابتهالات القضيةْ

سعياً وراءَ الروحِ كي تبقى غريبةْ

**

الحاكمُ العربيُّ عربدَ في الوضوح كما يشاءْ

مثلما حكمت بفكرتهِ قواميسُ العمالةْ

فتطوّعت أحلامهُ شوقاً إلى شبقِ البغاء

مستلهماً ما يستطيبُ من النذالةِ والسفالةْ

**

النارُ تلتهمُ الطموحَ وتستبدُّ بنا عبثْ

والقادةُ اللقطاءُ تلهو باحتمالاتِ الأنينْ

وتطاردُ الأحلامَ حتى في مسامات الجثثْ

كي لا نرى دمعاً يسيلُ من الحنين

**

جفّت سماواتُ العروبة من ضياء المرحلةْ

وتتابعت ظُلمُ الخديعةِ في ابتكارات النجاسةْ

وتقمصت أفكارُ قادتنا مرايا المزبلةْ

وتسابقوا طرباً ودوداً نحو أسواق النخاسةْ

**

في الشامِ قتلانا تموتُ على رصيف ألإنتظار

والحاكمُ القَطَري يلهثُ خلفهم في كل حين

ولذاكَ أعلنَ أنهُ رمزَ المروءةِ والفخارْ

وبأنه ُ الرجلُ الذي لا يستكين ولا يلينْ