جميل السلحوت " وسادة جمعة السمان عش دبابير "

جميل السلحوت " وسادة جمعة السمان عش دبابير "
حجم الخط

عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس صدرت مجموعة نصوص للكاتب المقدسيّ جمعة السّمان، تحت عنوان "وسادتي عشّ دبابير"، ويقع الكتاب الذي صمّم غلافه ومنتجه أسامة سلهب في 224 صفحة من الحجم المتوسط.

هذا هو الاصدار الرابع للكاتب جمعة السّمّان، فقد سبق وأن صدر له عن دار النّشر نفسها: " تصبحون على حبّ" وهمس في أذنها" و"أغرب زواج".

ومن يتابع كتابات السّمّان سيجد أنّه يكتب نصوصا من واقع الحياة، فهو يكتب شيئا من تجربته وخبرته الحياتيّة، وكأنّي به يعظ جيل الأبناء والأحفاد؛ ليستفيدوا من تجارب الأجداد.

ففي النّصّ الأخير من هذا الكتاب الذي نحن بصدده، والذي حمل الكتاب عنوانه "وسادتي عشّ دبابير"طرح الكاتب حكاية فتاة مخطوبة على وشك الزّواج، فتحلم أنّ خطيبها قد تركها ليخطب فتاة أبوها ثريّ، فتقرّر قتل تلك الفتاة، فتصيح بها الفتاة:" لا تقتلي من ليس لها ذنب، هذا الجناح الذي أهداه لي خطيبك، خذيه وطيري به حيث شئت واتركيني في حالي" ص2019، فتأخذ الجناح وتطير به، "إلا أنّ السّعادة جافتها، والفرحة ما دخلت قلبها" ص220. فتعود تسأل وسادتها عن سبب تعاستها، فتردّ عليها الوسادة:" كانت السّعادة في الشّريك، وليس في الجناح، لك جناح واحد، تصالحي مع الجناح الآخر، تعود الدّنيا جميلة، ما رأينا عصفورا يطير بجناح واحد." ص220.

ونلاحظ هنا أنّ الكاتب طرح أكثر من فكرة في هذا النّصّ، تتمحور حول السّعادة، فهل سعادة الزّوج مع زوجته تكون بالحبّ أم بالمال؟ وهل الرّجل يختار الارتباط بالمرأة التي يحبّ أم بمن تملك المال؟ وأين تكمن سعادة المرأة مع شريكها، أم بالبحث الخياليّ عن السّعادة؟

وحبّذا لو أنّ الكاتب جاء بالحكمة "السّعادة مع الشّريك" فالحياة تستمرّ والسّعادة تتحقّق بالحبّ بين الزّوجين، حيث يشكّلان معا "جناحي طائر" فإن فقد إحد جناحيه فإنّه لن يستطيع الطّيران، فليت هذه الحكمة جاءت على لسان صديقة أو صديقة وليس على لسان "الوسادة" لأنّ حديث الجمادات والحيوانات يكون في الكتابة للأطفال وليس للرّاشدين.

ولنأخذ نصّا آخر هو "الشّدائد تصنع الرّجال" ص153، ففي هذا النّص سيشاهد القارئ أن لا مكان للضّعيف في الحياة الدّنيا، فالقويّ يحصل على ما يريد، حتّى بين الأشقّاء، فإنّه إذا استقوى أحدهم على الآخر، فإنّه يتلاعب به كما يشاء، وكأنّي بالكاتب هنا يستوحي المثل الشّعبيّ، "اللي ما بحميه شرّه ما بحميه خيره". وأنّ الانسان طمّاع بطبعه، وهذا ينطبق على الأفرد والجماعات والشّعوب والدّول.

وعودة إلى النّصوص التي تتراوح بين المقالة، والحكاية، فقد كان باستطاعة الكاتب أن يجعل من غالبيتها قصصا لو أعطاها قليلا من العناية.