ترقب لعودة "دحلان" لغزة

يديعوت: تفاهمات القاهرة بين "حماس" و"دحلان" تطور دراماتيكي سيعزز الأمن

ترقب لعودة "دحلان" لغزة
حجم الخط

يتابع الاحتلال الإسرائيلي التقارب ما بين النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي وحركة حماس في قطاع غزة والتفاهمات التي تم التوصل إليها بين الجانبين، وذلك في ظل محاولة مصر تعزيز العلاقات ما بين حماس والقيادي محمد دحلان، حيث وصف المحرر العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ألكس فيشمان، هذا التقارب بين الأطراف بـ"التطور الدراماتيكي".

وقال فيشمان، إن المؤشر الأول لتعزيز العلاقات بين القاهرة وحماس بغزة من خلال حل أزمة الكهرباء بالقطاع، حيث تواصل مصر بيع السولار المدعوم لتشغيل محطة الكهرباء الذي أضاف لسكان القطاع ساعة كهرباء أخرى، ومحطات الوقود الخاصة بالقطاع، ليكون بديلا عن السولار الإسرائيلي، إذ تعهدت حكومة حماس بدفع قرابة 15 مليون دولار شهريا للسلطات المصرية.

واعتبر أن الاستثمار بملايين الدولارات في معبر رفح وإعادة ترميمه يأتي تمهيدا لإعادة فتحه بانتظام بعد إغلاق لسنوات، وهذا مؤشر إضافي على التقدم بتعزيز العلاقات بين القاهرة وغزة.

ونقل فيشمان عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إن "إعادة فتح معبر رفح بإشراف ورقابة مصرية من شأنه أن يكون له تداعيات إيجابية على الواقع الأمني على طول الحدود مع القطاع وإسرائيل".

فيما تعتقد المصادر الأمنية الإسرائيلية أن فتح المعبر من شأنه أن يقلل من مشاعر الحصار التي يعيشها السكان في غزة، وقد يسهم تخفيف الحصار إلى الهدوء وينفس الضغط الذي قد يولد إلى انفجار ومواجهة عسكرية ما بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

وتتابع إسرائيل عن كثب الاتفاقات التي يتم مناقشتها وصياغتها والتداول بها في هذه الأيام في القاهرة بين وفد حماس وأجهزة الأمن المصرية.

وتابع فيشمان، أن الترتيبات الأمنية تتركز حول على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، وخاصة في معبر رفح، حيث حول بالعام 2005 لنفوذ وصلاحية ومسؤولية السلطة الفلسطينية، بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، حيث كان لإسرائيل وعلى الرغم من الانسحاب القدرة على مراقبة عملية التنقل والحركة في المعبر بموجب ترتيبات أمنية كانت هي جزء منها، بيد أن المعبر أغلق بشكل متقطع بعد تولي حركة حماس الحكم والسلطة بالقطاع، ومع نظام عبد الفتاح السيسي أغلق بأغلب أيام السنة.

وبالمقابل، فإن مصر وحماس شرعتا ببناء منطقة عازلة وبحث الاحتياجات الأمنية للمنطقة العازلة على الحدود الفلسطينية المصرية، بدلا من الجدار الحدودي القديم وشبكة الأنفاق التي دمرها السيسي، وبحسب التفاهمات بين الطرفين تعهدت حماس بقطع العلاقات مع التنظيمات الارهابية في سيناء، لكن لم يعرف إذا ما وافقت حماس على طلب نظام السيسي تسليم القاهرة 16 عنصرا من حماس.

ورجح المحلل العسكري الاسرائيلي، أن عملية ترميم المعبر ستكون تحت مسؤولية وإشراف محمد دحلان الذي يعتبر الخصم السياسي للرئيس محمود عباس، بحيث أن دحلان جند ملايين الدولارات من الإمارات من أجل مشروع تطوير معبر رفح، إذ ستكون لدحلان ورجاله الوصاية على المعبر وسيبدل بذلك السلطة الفلسطينية بكل ما يتعلق في عملية المراقبة وتشغيل المعبر بالتعاون مع الجانب المصري وحركة حماس.

ورأى المحلل العسكري في التقارب بين حماس ودحلان الذي يمنح بهذه الأفضلية والميزات بالإشراف على معبر رفح ضربة موجعة لمكانة الرئيس عباس الذي أعلن عن تقليص الكهرباء لغزة وعدم تمويل أثمانها ومنع التحويلات الطبية للمرضى من القطاع، حيث تم تصويره على أنه بنهجه هذه وقطع الأموال عن القطاع يتسبب بوفاة الأطفال، بينما دحلان يروج له وكأنه يريد النهوض بمستوى الخدمات ومستوى الحياة للمواطنين، علما أن الجانب المصري وافق على عودة رجال دحلان لغزة للعمل من هناك على تشغيل المعبر قبالة الفلسطينيين بغزة والضفة الغربية أيضا.

عودة دحلان إلى غزة أو كما وصفها فيشمان "مفوضية دحلان" بغزة ستسهم في تعزيز مكانة محمد دحلان وتعزيز نفوذ حركة فتح ثانية، المؤشرات الأولى لذلك عودة سمير مشهراوي الذي كان نائبا لدحلان ومسؤول الأمن الوقائي بالقطاع خلال ولاية السلطة الفلسطينية، حيث يتم بهذه الأيام ترميم منزل مشهراوي تمهيدا لعودته واستقبالا له خلال الأيام القادمة.

وعلى الرغم من هذا التقارب بين دحلان وحماس، أوضح المحلل العسكري أن الجناح العسكري لحركة حماس يبدي معارضة شديدة لمثل هذا التقارب والتصالح مع دحلان الذي يتم اتهامه بالوقوف وراء تسليم الكثير من نشطاء المقاومة للاحتلال الإسرائيلي.

وأشار فيشمان إلى أن "رغبة مصر بتعزيز مكانتها ودورها بقطاع غزة بعد التراجع بالسنوات الأخيرة، هذا الدور فاجئ إسرائيل التي تعتقد أن الدوافع من وراء ذلك أن القاهرة شخصت فرصة واحتمالات لتراجع الدور والتأثير القطري في قطاع غزة، ضمن حملة المقاطعة والحصار على قطر الذي تقوده السعودية".

ويذكر أن وفد حركة "حماس" أجرى سلسلة لقاءات مع مسؤولين مصريين وقيادات فتحاوية من بينها: "محمد دحلان، وسمير المشهراوي"، نتج عنها بعض التفاهمات للتخفيف من الحصار المفروض على قطاع غزة.

وأعلنت حركة حماس أن وفدها الذي غادر، الأحد الماضي، إلى مصر سيبحث "استكمال ومتابعة التفاهمات التي جرت بين الحركة ومصر خلال الزيارة التي قام بها وفد الحركة إلى القاهرة الشهر الماضي"، مشيرةً إلى أن الوفد الذي غادر برئاسة روحي مشتهى، يضم فريقاً فنياً من وزارات مختلفة.

وبدأ تطبيق بنود الاتفاق بإدخال الوقود المصر لمحطة توليد الكهرباء بغزة، عوضاً عن الوقود الإسرائيلي، بالإضافة إلى سلسلة خطوات قادمة منها فتح معبر رفح بشكل شبه دائم.