في أمسية ثقافية عزّ نظيرها ووسط حضور غفير ومميز من حيفا وفسوطة والمثلث والجليل والشمال، بما فيه رجالات دين وقامات أدبية ، ازدحمت به قاعة يوحنا المعمدان في حيفا يوم الخميس 29.06.2017، أقام نادي حيفا الثقافي برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في حيفا، أمسية إشهار كتاب "ماسيات" للأستاذ الدكتور حاتم عيد خوري ابن قرية فسوطة المقيم في حيفا.
اعتلى المنصّة بداية المحامي حسن عبادي فافتتح الأمسية مرحبا بالجمهور ومقدما تهنئته بعيد الفطر المبارك ثم بلّغ بعدها تحية المحامي فؤاد مفيد نقارة، رئيس النادي، الذي تعذر حضوره.
تطرق بعدها لظاهرة "نقل ونسخ" أمسية معلنَة وبرنامجها بالكامل لأماكن أخرى ما اضطرّ النادي في الفترة الأخيرة إبطال أمسيتين كان معلن عنهما.
أضاف بأن النادي أصبح قُدوةً يُحتذى بها في حيفا وخارجها رغم المحاولات البائسة لعرقلته ومقاطعته من حيفا وخارجها .
كما ذكر ردا على بعض الإشاعات، أن النادي لم ولن يطلب من اي مشارك ولم ولن يشترط مشاركة اي مبدع بدفع مبلغ مادي أيا كان للنادي . وختم بعرض برنامج الأمسيات المقبلة.
أما عِرافة الأمسية فتولاها بأنيق حرفه وجزالة لغته ولباقة أسلوبه الأستاذ الكاتب سهيل عطالله فاستهل كلمته عن ماسيات د. حاتم بقوله: " من منجمه الذهبي ومن زرقة بحر مداده يأتينا ماس الوطن أو وطن الماس وفي بيوت الوطن يجمعنا حاتم عائلة واحدة متماسكة مؤمنة أن الدين وقف من أوقاف الخالق جل جلاله" وعلينا أن نصلح أنفسنا ليصلح العالم.
في باب المداخلات كانت مشاركة للمربي الأستاذ علي عدوي، فأشار بداية للوحة الغلاف ودلالاتها حيث الشبابيك الثلاثة ترمز إلى الديانات السماوية الثلاث والتآخي بينها. أما في المضمون فقد كتب د. حاتم لكل شرائح مجتمعنا بل وتابع في رسم التغريبة الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني. وقد تناول مواضيع عدة تهم المجتمع منها التعليم، المدارس الأهلية وموضوع المخترة. أما المساحة الكبيرة فخصصها لموضوع العطاء والحث على عمل الخير فقد رصد د. حاتم ريع الكتاب لمؤسسة بيت النعمة وهو خير مثال على العطاء.
وتابع، أن المؤلف قد أمسك بزمام ملكة اللغة فجاءته العربية منقادة طيّعة.
وقد صنف الأستاذ عدوي الكتاب كجزء من السيرة الذاتية لمؤلفه وظف فيه الزمان والمكان بشكل رائع.
وفي مداخلة ثانية قيمة للمحامي فكتور مطر جاء أن د. حاتم يختزن بعقله أروع وأجمل المواقف الإنسانية، فسحنة الانسان روحه ود. حاتم صاحب الروح المرحة الحازمة العارفة المتزنة.
عمل على تذليل الصعاب من أجل رفع راية العلم ورصد مواقف وتجارب إنسانية في أزمنة مختلفة في مسيرة حياته لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل.
وقد عرّى المجتمع من ورقة التوت محاولا إخراج الفرد من الأنا الصغرى.
وعن الأسلوب، أضاف المحامي مطر، أن المؤلف استعمل أسلوب الترابط المتدحرج فأخذنا عبرها إلى مساحات فكرية عديدة. ومن كتاباته نستشف احترامه الكبير للقراء، يدعو لنتكاتف من أجل الارتقاء بمجتمعنا ومقالاته ستكون حتما مرجعا تاريخيا اجتماعيا في القادم من السنين.
أما المداخلة الثالثة فكانت للأستاذ المربي فتحي فوراني فوجه بداية تحية للفنان المبدع حبيب نبيه خوري على ريشته التي أبدعت الفاترينا الماسية في الغلاف. تابع بعدها مداخلته التي قدمها على شكل برقيات نذكر منها
أن العبارة الحاتمية تتصف بسلاستها وانسيابها الناعم بعيدا عن الزخارف التي قد تصرف القارئ عن المعنى النبيل الذي يقصده الكاتب. وهو يلتزم الدقة العلمية في انتقاء الألفاظ.
الطرائف والنوادر كانت بمثابة مقبلات ومشهيات أكسبت النص مذاقه المميز.
المفارقات في أحشاء النصوص أضافت له جاذبية.
روح الفكاهة والدعابة وخفة الظل فضلا عن المضامين الهادفة أعطت متعة أدبية فزادت الشغف لمواصلة القراءة .
وعن الوفاء والانتماء فإن الكاتب وفيّ لمسقط رأسه قرية فسوطة .
وقامتان من بلاد الأرز لهما حضور في الحديقة الحاتمية فنراه يقف تحت خيمة واحدة مع علمين أدبيين بارزين وهما مارون عبود وسلام الراسي.
وختم قائلا للكاتب لقد كتبتَ فأبدعتَ فأمتعتَ.
تلاه الشاعر شحادة خوري الزجال بفقرة زجلية أثارت حماس الجمهور.
وعن مؤسسة بيت النعمة التي رصد د. حاتم ريع الكتاب لها كانت الكلمة لمديرها العام السيد جمال شحادة فتحدث عن المؤسسة وطبيعة خدمتها لشرائح المجتمع.
وأردف أن الوطنية هي أن نساعد الضعيف ونأخذ بيده ليقوى وليست الوطنية بالشعارات والخطابات السياسية فعبر عن شكره الجزيل لد. حاتم على عطائه ومبادئه التي هي مشتركة لرسالة بيت النعمة وقدم له درع شكر وتقدير.
أما الكلمة الختامية فكانت لصاحب الأمسية المحتفى به الذي شكر بدوره الحضور، والصحافة والمواقع التي قامت بنشر مقالاته القصصية التي جاءت في الكتاب وخص بالذكر صحيفة الاتحاد والمدينة الحيفاوية وصحيفة الخبر النصراوية، وتطرّق للدور الريادي لنادي حيفا الثقافي وخص بالذكر رئيسه المحامي فؤاد نقارة ،المحامي حسن عبادي والناشطة الثقافية خلود فوراني سرية التي تقوم بتوثيق نشاط النادي وتعميمه على وسائل الإعلام من صحافة ومواقع ، كما وشكر كل من ساعد في إصدار الكتاب بحلته الجميلة ، وتطرق لتسمية الكتاب "ماسيّات" لأنها كُتِبت في سنة يوبيله الماسي، وتحدث عن سيرورة الكتابة وما دفعه إليها وقرأ بعضًا من نصوصه راقت للحضور.
وبالتوقيع والتقاط الصور كان الختام ليكون اللقاء الخميس القادم 06.07.2017 في أمسية شعرية عكاظية هي الثانية عشر من نوعها مع المشاركين، ريتا عودة، ريم أبو ريا، نسيم أسدي وكمال ابراهيم . وعرافة الشاعر محمد بكرية وعرض لوحات فنية للفنان التشكيلي نبهان زهران.