في لغة ادبية نادرة ومفقودة في يومنا هذا، يحملنا الناقد الفسطيني تحسين يقين بابداع وحرفية لامتناهية وبلغة خالية من التعقيدات وحشو الكلام والعبارات الرنانة الخاوية، على أجنحة من الكلمات والتعابير التي تخترق الروح، وتنقلها باللاوعي لتخيل اجواء مدينته الحبيبة، وهي حبيبة ليست ككل الحبيبات، هي درة ومزار وقبلة، هي ملتقى الديانات ومعراج الانبياء، هي صوت فيروز في الصباحات، ودعاء الامهات عند كل مساء، هي القدس.
في كتابه القدس تجوال العين والروح يشعر القارئ وكأنه يسير خطوة بخطوة في شوارع القدس، يتنقل برشاقة بين ازقتها، وفجأة يتوقف لصرخة يطلقها جندي الاحتلال ويتسمر في مكانه الى ان ينتهي المحتل من اصدار كلماته التي لاتثني المتجولين عن مواصلة مسيرتهما.
من حقبة الستينات الى خمول السبعينات وفواجع الثمانينات والتسعينات ننتقل وكأننا البجعات بريشنا الوردي على ساحل البحر في يوم ربيعي جميل، حتى صعوبة الدخول الى القدس والتسلل اليها خفيته أسبغ عليه الناقد يقين لون الفرح والتحدي المضمون النتيجة.
بقلم: وجدان مجيد