أصدر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" تقريراً خاصاً حول الانتهاكات والاعتداءات التي تعرضت لها الصحافيات في فلسطين خلال السنوات الخمس الاخيرة.
وقال موسى الريماوي مدير عام المركز أن التقرير يتناول الاعتداءات والانتهاكات التي تعرضت لها الصحافيات منذ مطلع العام 2010 وحتى نهاية نيسان 2015 عبر مجموعة من الجداول والأرقام التي تظهر انواع وأعداد الاعتداءات التي طالت الصحافيات ومسار هذه الانتهاكات وتصاعدها والجهات التي ارتكبتها بالإضافة الى بعض الشهادات التي تظهر بعضا من المخاطر والضغوط التي تواجهها الصحافيات اثناء عملهن في الميدان وارتباطا بعملهن الصحافي.
وأوضح أنه سجل خلال السنوات الخمس الماضية (من بداية 2010 وحتى نهاية 2014) ما مجموعه 103 اعتداءات ضد الصحافيات في الضفة وقطاع غزة، يضاف لها 14 اعتداء آخر ضد الصحافيات رصدها مركز "مدى" خلال الثلث الأول من العام الجاري 2015.
وأشار الريماوي إلى أن الإحتلال الاسرائيلي إرتكب القسم الاكبر والأشد خطورة من مجمل هذه الاعتداءات حيث ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 66 انتهاكاً من مجمل الاعتداءات التي تم رصدها ضد الصحافيات، فيما ارتكبت جهات فلسطينية 36 انتهاكاً، منذ مطلع العام 2010 وحتى نهاية 2014.
وبين التقرير أن مسار الاعتداءات ضد الصحافيات بقي يتأرجح عند معدلات متشابهة ومتدنية نسبيا حتى العام 2014 الذي شهد قفزة غير مسبوقة حيث تضاعف عدد الانتهاكات والاعتداءات التي طالت الصحافيات أكثر من ثلاث مرات كما وان الثلث الاول من العام الجاري 2015 حافظ على ذات الوتيرة العالية من الاعتداءات ضد الصحافيات (تجاوز ما سجل خلال اربعة شهور ما كان سجل خلال عام 2013 مثلا).
وقال غازي بني عودة مسؤول العلاقات العامة في المركز ان الاعتداءات الجسدية شكلت القسم الاكبر من الانتهاكات الاسرائيلية حيث تجاوز الـ 68% من مجمل الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الصحفيات خلال الاعوام الخمسة موضع الدراسة، كما يتضح من التقرير ان "منع التغطية والحيلولة دون نقل صورة ما ينفذه الاحتلال الاسرائيلي على الارض الفلسطينية كانت المحرك الابرز لجيش الاحتلال لارتكاب هذه الجرائم والانتهاكات ضد الصحافيات وتلك التي ارتكبت بالطبع ضد الصحافيين".
وبخصوص مجموع الانتهاكات الفلسطينية التي سجلت ضد الصحافيات منذ بداية 2010 وحتى نهاية 2014 فان نحو 61% منها وقعت ضد صحافيات في قطاع غزة و نحو 39 % في الضفة الغربية.
وأشار بني عودة إلى أن الاعتداءات الجسدية تقدمت أنواع الانتهاكات التي تعرضت لها الصحافيات على أيدي جهات فلسطينية موضحاً أن "قراءة في مجموعة الأرقام المتعلقة بالانتهاكات الفلسطينية ضد الصحافيات تظهر أن القسم الأكبر منها جاء في سياق محاولات منع تغطية بعض الأحداث أو الفعاليات التي لا تروق لبعض الجهات الفلسطينية، أو للضغط على الصحافيات وتخويفهن للامتناع عن ذلك، من خلال المنع المباشر حيناً والتهديد أو الاستدعاء أو الاحتجاز ومصادرة بعض المعدات حيناً آخر، وذلك إلى جانب تنفيذ بعض الاعتداءات الجسدية الهادفة منع الصحافيات من القيام بتغطية أحداث او انشطة معينة".
ويأتي هذا التقرير ضمن برنامج الرصد والتوثيق للانتهاكات ضد الحريات الاعلامية الذي ينفذه مركز "مدى" بدعم من مؤسسات المجتمع المفتوح، حيث أصدر المركز خلال السنوات القليلة الماضية ثلاثة تقارير خاصة حول "استهداف الاحتلال للصحافيين خلال المسيرات السلمية" و "الانترنت وحرية التعبير في فلسطين" بالإضافة لتقرير حول مصادرة المعدات من وسائل اعلام فلسطينية، كما أصدر تقريراً خاصاً بعنوان"الصحافة في غزة في مرمى النيران" يوثق ما تعرضت له الحريات الاعلامية في غزة خلال العدوان الاسرائيلي صيف 2014، بدعم مؤسسة الدعم العالمي للإعلام الدنماركية.