كتبت ديمة جمعة السمان "زهرة في حوض الرّبّ" مجموعة نصوص للكاتبة الفلسطينية سعاد المحتسب، يقع الكتاب الصّادر عن دار فضاءات في عمّان عام 2016 في 273 صفحة من الحجم المتوسّط.
عندما تتدفق مشاعر الفقد عند أمّ مكلومة مختلطة بمشاعر الأنثى المقهورة، مغموسة بأحاسيس إنسان حلمه وطن، لا بد أن يتسلل شعاع نور من نافذة الإرادة؛ ليبدد الظلام فيندمل الجرح. ويتغلب الفرح على الترح، ويهزم الأمل الألم، وتمضي الحياة بحلوها ومرها، تنبض بمعانيها، فلم تنته القصّة بعد فلا زال في العمر بقيّة.
عبر 140 نص من نصوص سعاد المحتسب، ضمّها غلاف أنيق، تنام عليه زهرة تحمل ألوان الحياة، شقت حلكة ظلام دامس. كتاب حمل عنوان زهرة حوض الرب، تجلت فيه معاني الحياة بكل ما فيها من شقاء وبؤس وجمال وعشق ورغبة وأمومة وبر وشوق وانتماء ورفض وتمرد وإرادة وتحد وقوة.
كل عنوان من العناوين الفرعية للنصوص كانت رسالة، بعضها خطتها أنامل مجروحة، كان حبرها من دموع، كل حرف حمل آهة وجع. وجزء منها كتب بمرارة المقهور، والبعض الآخر كتب بوعي صاحب خبرة علمته الحياة فأجاد، فبدت نصائح غير مباشرة، ولم تخل النصوص أيضا من مشاعر طفلة حنت لها الكاتبة فزادتها دفئا وبراءة.
ولكن لا داء دون دواء، وقد تجلى عبر عبير الزهرة الذي عبأ المكان، وبث الأمل في النفوس من جديد، فحبس الدمعة، وطلت البسمة ترقص على شفاه لا زال المستقبل ينتظرها؛ ليسكن الفرحة في القلوب، فلكل نفق نهاية مهما طال.
أمّا عن لغة المجموعة، فقد تميزت بجمال صورها الأدبية التي زادت من قوة تأثيرها.
كما بدت مكثفة غير معقدة، لم ترهق القارىء بطولها، ولم تحمل الطابع الفلسفي الممجوج، خاصة وأن معظم مواضيعها مؤلمة .
الكاتبة أرادت أن تكتب، كانت بحاجة إلى أن تكتب، وقد أكدت ذلك من خلال نصها: "أريد أن أكتب"، ربما وجدته متنفسا لها، فالحبر أبقى من الدم. والفكرة تذكرة للقمر، هذا ما جاء في نص زمن الفوتوتشيني.
الكاتبة متمكنة من الحرف، أجادت في رسم الكلمة، أبدعت في إيصال مشاعرها وما يجول في خاطرها من خلال نصوصها دون عوائق.