الأسبوع الماضي كان متميزاً بحضور قوي للمنتج الفلسطيني، ولم يكن منتجاً تقليدياً، بل مختلف عن السائد، دخلنا القاعة الرئيسة لنشاهد معاً عرضاً لشركة الدهانات العربية لإطلاق "كتالوج" جديد لدهانات "ناشيونال" وعينات من المنتج والديكور الداخلي ومزج الألوان، وكان الحضور مميزاً من المهندسين الاستشاريين والمصممين والمهنيين والإعلاميين والمستثمرين.
وعرجنا على المكان الآخر للمشاركة في إطلاق مكيف جديد من شركة بيسان للمكيفات وهو "إنفنتير" وهو فلسطيني المنشأ واستطاع أخذ حصة له في السوق، وهو مطابق للمواصفة الفلسطينية والعالمية ومراع لمعايير الجودة.
في الموقعين، قلت شخصياً وأكرر هنا: لقد دخلتم إلى قطاع إنتاجي جديد ومن العيار الثقيل وهذه علامة فارقة، ونسعد أنكم فتحتم علاقة مباشرة مع تجار موزعين لتصنعوا ولاء لديهم للمنتج وعدم منافستهم بالبيع المباشر الذي يزاحمهم وبالتالي يذهبون إلى منتجات أخرى لا نريدها، وأنا على ثقة بأن شرط الالتزام بالحد الأدنى للأجور متحقق، وبالتالي تصنعون لنا تميزاً، وتسعون لتكونوا سفراء لفلسطين في العالم عبر هذه المنتجات.
وقلت أيضاً: لقد أبطلتم مقولة: لا يوجد منتج فلسطيني في تلك القطاعات. وأثبتم أن الجودة حاضرة، ولستم وحدكم بل أنتم استمرار لصناعات الحديد والألمنيوم والبلاستيك والأنابيب والحديد المطوع وزيوت السيارات، إضافة للغذائية والدوائية والكيماوية والأحذية والجلود.
واضح أنني أستطيع تسجيل الفخر بوصول الرسالة التي أطلقت مكوناً أساساً منها منذ العام 1999 مفادها بدعم وتشجيع المنتجات الفلسطينية ذات الجودة والسعر المنافس، كنا آنذاك وكأننا نغرد خارج السرب، وكأننا نمتلك وقت فراغ نريد أن نشغله بهذا الملف، أذكر آنذاك يوم استضفنا وزير الاقتصاد الوطني ماهر المصري يومها أخذنا على محمل الجد وقال: الاقتصاد الفلسطيني اقتصاد بكر قابل لاستقبال أي استثمار واقتصاد لديه ميزة أن نسبة النمو والربح فيه عالية وهذه ليست أمنيات بل نتاج تقارير ودراسات، ما زلت أحفظ ذلك عن ظهر قلب.
أذكر أننا كنا وسطاء لتعريف المؤسسات والشركات والمكاتب الهندسية بالصناعات الفلسطينية وطفنا المدن والمناطق الصناعية والمكاتب الهندسية والمكاتب الأخرى لنعرف بمنتجاتنا واستطعنا أن نتغلب على مقولة: "لم نكن نعرف أن لدينا هذا المنتج وذاك". اليوم بات الناس المستهدفون يذهبون صوب عروض ولقاءات تلك الصناعات ويناقشون، بعد أن كنا نأخذ قطاعاً صناعياً واحداً بعد الآخر ونعرف به ونصنع تشبيكاً ما بين المصنع والصنايعي والمكتب الهندسي الاستشاري والتجار، ونجحنا بجهد تطوعي خالص متواصل وبنينا طوبة فوق طوبة.
الأسبوع الماضي وقبله بات النقاش واضحاً جلياً حول تطوير المنتج الفلسطيني ومطابقته للمواصفة ودور التاجر تجاهه ونجد التاجر حاضراً مقتنعاً، رغم محاولة البعض الإيهام بأننا على خلاف مع التجار والأمر ليس كذلك؛ لأن التاجر الذي أضرب في ظل تراجع الوضع العام تضامناً مع الأسرى المضربين لا يجوز الاختلاف معه، بل يجوز النقاش معه في بعض القضايا المفصلية.
خارج النص:
التفاعل حول خطأ في إعلان نتائج الثانوية العامة "الإنجاز" 2017 ومن ثم الاكتشاف أنها أعلى مما أعلنت في اليوم الأول لإعلان النتائج، وانقسمت الآراء بأن الأهل دفعوا مالاً مقابل خدمة عالية الجودة لم يتلقوها، والقسم الآخر بات يطالب بتعويض عن الضرر النفسي الذي تسبب به الخطأ.
يظل السؤال المطروح أمامنا بقوة: أين أنتم في ائتلاف جمعيات حماية المستهلك الفلسطيني من جودة تقديم الخدمة وعلى رأسها دقة احتساب النتائج؟!