كشفت وزارة الداخلية القطرية، مساء اليوم الخميس، تفاصيل عملية اختراق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، والتي تمت ليلة 23-24 مايو/أيار الماضي، وشكّلت نقطة انطلاق للحملة ضد الدوحة من قبل دول الحصار الأربع (الإمارات، السعودية، البحرين ومصر)، مؤكدة أن النيابة العامة بدأت تحريك دعوى قضائية ضد المخترقين.
وبحسب مؤتمر صحافي عقدته الداخلية القطرية اليوم فقد "تم نشر أخبار مفبركة عن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على ثلاثة مواقع عقب جريمة الاختراق، مؤكدة أن الموقعين اللذين تمت عبرهما عملية الاختراق موجودان في الإمارات".
وخلصت الداخلية القطرية في تحقيقها إلى أنه "تبين أثناء التحقيقات دخولاً لافتاً على المواقع القطرية من بعض دول الحصار"، مضيفة أن "شخصاً في الإمارات كان يترقب نشر خبر مفبرك على وكالة قنا بعد الاختراق".
وعن تفاصيل عملية الاختراق، ذكر تقرير الداخلية أن "أحد الأشخاص زرع ثغرة بموقع وكالة الأنباء القطرية استخدمها المخترق عبر هاتف آيفون".
وتضمن المؤتمر الصحافي الذي تحدث فيه مدير الشؤون الفنية بمركز القيادة الوطني، المقدم علي محمد المهندي، ومساعد مدير إدارة أمن المعلومات، النقيب عثمان سالم الحمود، شرحاً عن كيفية عملية الاختراق، وعرضَ فيلم تسجيلي يوضح خطوات الجريمة التي تمت على الموقع الالكتروني.
وقال النقيب عثمان الحمود لـ"العربي الجديد": إن فريقي التحقيق الأميركي والبريطاني لا يزالا يواصلان التحقيق في عملية اختراق الوكالة، لافتاً إلى أنهم سيعلنان عن نتائجها قريباً كلا على حده.
وأكدت الداخلية القطرية أنه تم التوصل إلى أرقام هواتف استخدمت في إجراء عملية الاختراق، موضحة أن الفريق الفني تمكن من التوصل إلى رقم هاتف أوروبي تم استخدامه أيضا في العملية.
وقالت الداخلية القطرية إن الجهات التي نفذت عملية الاختراق قامت "بالدخول يوم 19 إبريل (نيسان) على موقع الوكالة بواسطة برنامج VPN".
وأضافت أنه "على الرغم من استخدام المخترقين لأساليب مبتكرة، تمكن الفريق الفني من العثور على أدلة تؤكد وجود اتصال مباشر مع عناوين (IP) من بعض دول الحصار"، موضحة أنه "عند الساعة 3 ص تم احتواء الاختراق وإعادة التحكم على الموقع الالكتروني، كما تم اعادة كافة حسابات الوكالة عند الساعة 7 م".
وفيما يخص توقيت الهجوم وتسلسله الزمني، أوضحت الداخلية أنه "عند الساعة 11:45 م بدأ الهجوم الفعلي، وتم نشر التصريحات المفبركة، وبعدها بدقيقتين تم تسجيل أول تصفح للموقع من بعض دول الحصار".
كما لفتت إلى أنه "في 23 مايو (أيار) وقبيل بدء الهجوم بدقائق لوحظ ازدياد تصفح الموقع بشكل كبير وذلك عن طريق عنواني (IP) من إحدى دول الحصار"، وفي "20 مايو قام المخترقون بعملية فحص أخيرة للبرامج الخبيثة للتأكد من فعاليتها استعدادا للهجوم عن طريق (IP) من إحدى دول الحصار".
وتابعت أنه "في 28 من أبريل (نيسان) استهدف المخترق الجهاز الرئيسي لشبكة الوكالة وتمكن من الحصول على البيانات، وقام بمشاركتها مع شخص آخر عن طريق برنامج سكايب".
أما الغريب في موضوع الاختراق- بحسب الداخلية القطرية- فهو بدء "الهجمة الإعلامية المدروسة فور حصوله".
وذكرت الداخلية القطرية في تفاصيل مؤتمرها أنها رصدت "45 زيارة لموقع وكالة الأنباء القطرية أثناء عملية الاختراق من دول الحصار"، موضحة أنه تم "إحالة الأدلة الفنية إلى النائب العام الذي بدأ إجراءات التقاضي".
ولفتت إلى أنه تم اتخاذ "الإجراءات الفنية الكفيلة بتأمين مواقع الدولة الإلكترونية ضد تكرار هذه الجريمة"، مؤكدة أن وظيفتها ليست "توجيه الاتهام ولكن جمع الأدلة ورفعها للجهات المعنية".
وأضافت في هذا الصدد أن "الأدلة الحالية تتيح تحريك دعوة قضائية ضد الضالعين في عملية الاختراق"، مشيرة كذلك إلى أن لديها "أدلة كثيرة ونحتفظ بأدلة أخرى حتى لا نؤثر على عملية التحقيق".