ينتشر الكلف والنمش بين النساء أكثر من الرجال، ما قد يشعرهنّ بالإنزعاج، فيبحثن عن الطرق الفعّالة للتخلّص منهما والحصول على بشرة صافية. ولكن في المقابل تسعى بعضهنّ للحصول على النمش الاصطناعي! فكيف يمكن تحقيق ذلك؟

 

 

يعدّ الكلف أو النمش مؤشراً لتلف البشرة، بسبب تعرّضها المتزايد لأشعة الشمس، ولكن من هم المعرّضون للكلف أو النمش، وهل يمكن التخلّص منهما؟ في هذا السياق، قال الاختصاصي في الأمراض الجلدية وتجميل البشرة الدكتور طاهر حرز: :يوجد تشابه كبير بين الكلف والنمش من ناحية سبب ظهورهما الناتج عن التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، ما يؤدي إلى التفاعل بين الأشعة فوق البنفسجية والغدد الصبغية الموجودة في الجلد نتيجة جفافه وتبخّر الماء منه، وهنا يحاول الجسم الدفاع عن نفسه كي لا يحترق، ما يزيد من كمية صبغة الميلانين الموجودة في الخلايا لتظهر البقع الداكنة التي قد تكون نمشاً أو كلفاً.

 

 

لكنّ النمش يختلف عن الكلف، فالنمش ناتج عن ترسّب مادة الميلانين (المادة المسؤولة عن تلوين البشرة) داخل البشرة، بينما الكلف هو زيادة صبغة الميلانين داخل البشرة:.

 

 

بين البشرة البيضاء والسمراء

 

 

من النادر أن يعاني الشخص نفسه من الكلف والنمش في الوقت نفسه، فمن هم الأكثر عرضة للنمش والكلف؟ بحسب د. حرز "يظهر النمش عادةً عند اصحاب البشرة الحساسة أي البيضاء والحمراء، بينما الكلف يمكن أن يظهر على كل انواع البشرة وخصوصاً البشرة السمراء. وتختلف أماكن ظهورهما، ولكن غالباً ما يتواجدان في الاماكن المكشوفة وتحديداً على الوجه، تحت العين، على الجبين وفوق الفم".

 

 

يمكن أن تظهر هذه التصبّغات الجلدية عند الجميع وحتّى الاطفال، ولكن تعتبر النساء الأكثر عرضة لذلك. ويشير د. حرز الى السبب قائلاً "تعتبر المرأة أكثر عرضة لأنّ بشرتها رقيقة مقارنةً بالرجال. من جهة اخرى، ترتفع عند الحامل الهورمونات التي تسحب الحرارة من الجسم الذي يعتقد أنه يتعرض للحروق، فيفرز الميلانين، ما يؤدي الى ظهور الكلف على صدرها ورقبتها وتحت إبطيها وعلى أفخاذها".

 

 

ورم الكبد

 

 

يخفّف الطقس البارد من مشكلة النمش والكلف، ولكن هل يقتصر ظهورهما على الاسباب الجلدية والجمالية أو يمكن أن يكونا عارضاً لأسباب مرضية أخرى؟ يقول د. حرز: "يمكن أنّ يسبب ورم في الغدة الموجودة فوق الكلى التي تفرز بعض الهورمونات ارتفاعاً في حرارة الجسم، وبالتالي يصبح النمش والكلف أحد عوارض هذا المرض.

 

 

كما يمكن أن يسبّب ذلك العلاج الكيمائي وبعض الأدوية كتلك المخصّصة لمعالجة حب الشباب أو حبوب منع الحمل». مضيفاً: «كل دواء وأي مرض يرفع حرارة الجسم الداخلية أو الخارجية، يعتبره الجسم خطراً عليه فيفرز الميلانين لحماية نفسه".

 

 

تختلف انواع النمش التي يمكن أن تظهر بكمية قليلة على الخدود أو الصدر وتكون رمزاً للجمال، وبين التي تكون كثيفة فتغطي الوجه، وتزعج صاحبها ما يدفعه الى محاولة التخلّص من هذه المشكلة. وفي هذا الاطار، يكشف د. حرز أنّ "هناك إقبالاً من قبل اللبنانيين عموماً والعرب خصوصاً للتخلّص من هذه المشاكل الجلدية للحصول على وجه خالٍ من الشوائب".

 

 

علاج الكلف

 

 

الى ذلك، تتعدد وسائل التخلص من الكلف والنمش، ويعتبر فصل الشتاء او الطقس البارد الوقت المناسب لذلك. وحول الوسائل المتاحة لحل هذه المكشلة يلفت د. حرز الى أنّه "بالنسبة للكلف نبدأ بالعلاج الكلاسيكي، أي استعمال بعض الكريمات المبيضة والأدوية عبر الفم والمواظبة على وضع واقي الشمس.

 

 

وفي حال لم يحسّن هذا العلاج من وضع البشرة، عندها نصف للمريض الكريمات المبيضة والمقشّرة في الوقت نفسه، إضافةً الى الميزوثيرابي. واذا لم يحصل المريض على النتيجة المرجوّة نلجأ حينها الى علاج التصبغ الجلدي بواسطة الليزر".

 

 

علاج النمش

 

 

تُنهي هذه العلاجات مشكلة الكلف، ولكن لا تمنع ظهورها من جديد اذا تعرّض الجسم مجدداً لهجوم حراري كأشعة الشمس ووسائل التدفئة والحرارة أثناء الطبخ. وتكشف الدراسات الأميركية أنّه بعد العلاج، على المريض المواظبة على الاستعمال الليلي لدواء الكلف أو النمش (تطبيقه كل يومين أو ثلاثة) للمحافظة على كمية الميلانين في البشرة.

 

 

أمّا بالنسبة لمعالجة النمش، فيقول د. حرز: "وضعت آلة جديدة قيد التداول ترسل الذبذبات التي تقضي على النمش. ويحتاج المريض بين الجلسة والثلاث جلسات للتخلص من النمش بنسبة 70 في المئة".

 

 

النمش الاصطناعي في لبنان

 

 

وفي حين يتجه عدد لا بأس به للتخلص من النمش، تعتبره بعض النساء رمزاً للجمال والجاذبية، وتعمد الى الحصول عليه اصطناعياً. ويشرح د. حرز: "ترغب بعض النساء في لبنان الحصول على النمش على الخدود والصدر والاكتاف، فنؤمن لهنّ ذلك عبر الوشم الذي يكون على شكل النمش، والذي يبدو طبيعياً بنسبة 60 في المئة".

 

 

الوصفات المنزلية... هل هي فعّالة؟

 

 

في المقابل يعمد كثيرون الى تطبيق الوصفات المنزلية للتخلص من الكلف والنمش. فهل هذه الطريقة فعّالة وما هي الوصفات التي ينصح بها؟ يجيب د. حرز: "الماسكات المنزلية فعّالة ولكنها بطيئة، خصوصاً أنّ الحامض مثلاً يحتوي على الأسيد الذي يبيّض البشرة. تحسّن العلاجات المنزلية 20 في المئة من المشكلة، وتسجّل العلاجات الطبية تحسناً بنسبة 60 في المئة، أمّا الآلات فتفوق فعاليتها الـ60 في المئة".

 

 

أمثلة ماسكات منزلية

 

 

من المهم معرفة أنّ الشخص الذي يلجأ الى الماسكات المنزلية وبعدها الطبية، يحصل على نتيجة مميزة. ويعطي د. حرز أمثلة عن بعض الماسكات الصيفية المبيضة التي يمكن استعمالها:

 

 

- زلال البيض + عصير الحامض + نقطة زيت زيتون لمدة نصف ساعة.

 

 

- حليب بودرة + عصير حامض + نقطة زيت.

 

 

- طحين ذرة + حليب + حامض.

 

 

نصائح وقائية

 

 

وأخيراً، للوقاية والحد من ظهور الكلف والنمش، على الشخص احترام بشرته لتجنّب ظهور التصبّغات الجلدية. ويوصي د. حرز "بأهمية التقليل من التعرض للشمس في مرحلة الذروة من الساعة 10 الى 4 عصراً، واذا لزم الامر يجب استعمال الحماية بشكل مكثّف وارتداء النظارات الشمسية.

 

 

ومن المهم استعمال واق للشمس صيفاً وشتاءً من عيار 50 كل ساعتين، اضافةً الى أهمية استعماله في حالات الطبخ والحراراة وعند التعرّض لنار الموقد والتدفئة. ويجب المواظبة على استعمال دواء الكلف والنمش الذي يصفه الطبيب المعالج، والامتناع عن تقشير الوجه صيفاً".