أدت مرجعيات القدس الدينية والوطنية والأهلية، وردّد خلفها آلاف المصلين، قسم الحفاظ على المسجد الاقصى المبارك، في صلاة العشاء التي فاق عدد المشاركين فيها كل التصورات والتوقعات.
وفور انتهاء الصلاة صدحت حناجر آلاف المصلين وبصوت واحد "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، فضلا عن هتافات التكبير المتتالية.
وأفادت مصادر محلية في القدس المحتلة أن المواطنين وعقب صلاة المغرب في الشارع المؤدي والمُفضي الى باب الأسود "الأسباط"، والجموع الأخرى داخل البلدة القديمة بين بابي حطة والأسباط، افترشوا الأرض مكان صلاتهم، بانتظار صلاة العشاء حيث انضم آلاف المواطنين من مختلف ضواحي وبلدات وأحياء ومخيمات القدس وخارجها، مّا أصاب قوات الاحتلال في المكان بالصدمة واضطرت الى الابتعاد عن مكان المصلين.
في سياق متصل، انتظم مئات المصلين في صلاة العشاء بشارع الواد بالقرب من المسجد الاقصى من جهة باب الناظر "المجلس"، وأخرى في منطقة باب السلسلة المؤدية الى الأقصى المبارك.
وأعقب صلاة العشاء في منطقة باب الأسباط داخل البلدة القديمة وخارجها هتافات تؤكد التمسك بالمسجد الاقصى وتطالب الاحتلال بالرحيل، في الوقت الذي ردد فيه المصلون خلف مرجعيات القدس قسم الحفاظ على المسجد الأقصى، ذرفت خلالها عيون المئات من المصلين تقديرا للموقف الموحد.
وكان الاحتلال شرع منذ ساعات اليوم الاولى في العديد من الخطوات لاستبدال البوابات الالكترونية، واضافة المزيد من البوابات، وأخذ قياسات لباب الناظر من أبواب الاقصى الرئيسية، وغيرها، فضلا عن جولة استفزازية لقائد شرطة الاحتلال برفقة عدد من كبار ضباطه لبابي الاسباط والناظر واقتحام الاقصى بمشاركة أكثر من 140 عنصر مخابرات، وإبعاد موظفي الاوقاف والمواطنين من أماكن اعتصامهم قرب الحي الافريقي الملاصق بالمسجد الاقصى من جهة باب الناظر، وكلها خطوات قوبلت بالرفض والمقاومة الشعبية من المواطنين المعتصمين حول المسجد المبارك، وسط مطلب واحد وهو العودة بالأوضاع الى ما كانت عليه الأمور قبل الرابع عشر من تموز الحالي.