أكدت منظمات أميركية داعمة لحركة المقاطعة لـ"إسرائيل" (BDS)، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بدأت بتوزيع "قوائم سوداء" على شركات الطيران في كافة أنحاء العالم، وذلك بهدف منع ناشطين من السفر إلى "إسرائيل".
وفي هذا الإطار، منعت شركة "لوفتهانزا" الألمانية، في مطلع الأسبوع الحالي، خمسة ناشطين في منظمات داعمة لمقاطعة "إسرائيل" من السفر من واشنطن إلى "تل أبيب".
وكان الناشطون الخمسة، بينهم 3 ناشطين يهود، قد وصلوا إلى مطار "دالاس" خارج واشنطن، في إطار وفد من قبل ثلاث منظمات: "صوت يهودي للسلام" و"مسلمون أميركيون من أجل فلسطين" و"صندوق السلام" التابع للكنيسة المشيخية. وهذه المنظمات الثلاث تدعم مقاطعة إسرائيل، وعملت في الشهور الأخيرة على تنظيم وفد مشترك يتألف من يهود ومسلمين ومسيحيين أميركيين لزيارة تستمر لأسبوعين في "إسرائيل" ومناطق السلطة الفلسطينية.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، فقد تبين أن 16 عضواً من بين أعضاء الوفد تجاوزوا عمليات الفحص وأقلعوا في الطائرة، التي توقفت في فرانكفورت، متوجهين إلى "إسرائيل"، دون أية إجراءات خاصة. في المقابل، أبلغ ممثل شركة الطيران الألمانية خمسة من أعضاء الوفد أنهم لا يستطيعون السفر إلى "إسرائيل" بدون الحصول على تصريح خاص من السفارة الإسرائيلية في واشنطن، حيث لن تسمح سلطات الهجرة الإسرائيلية لهم بالدخول.
وردًا على سؤال بشأن منع المسافرين الخمسة والسماح لباقي أعضاء الوفد بالتوجه إلى "إسرائيل"، رفض ممثل الشركة الألمانية الرد، وطلب منهم التوجه إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن لاستيضاح الأمر.
ونقلت الصحيفة عن عضو الوفد أليسا ويز، التي منعت من السفر، قولها إن غالبية أعضاء الوفد الذين سمح لهم بالسفر يتبنون مواقف مماثلة لمواقفها، وجميعهم ناشطون في حركة المقاطعة مثلها.
وأضافت أنه كان لدى شركة الطيران الألمانية قائمة بأسماء سبعة أشخاص يمنع سفرهم، إلا أن الناشطة السادسة تمكنت من السفر من مطار آخر في نيويورك دون أن تواجه أية عقبات، ووصلت إلى البلاد، أمام الناشطة السابعة فقد اعتذرت عن المشاركة في الوفد بسبب الجدول الزمني.
ولفت التقرير إلى أن الناشطة ويز زارت "إسرائيل" في الماضي 9 مرات.
وقالت إنها تنوي مواصلة المحاولة في المستقبل. وعلى هذا الأساس توجهت إلى عضو الكونغرس في بنسلفانيا بطلب مناقشة موضوع تعاون شركات الطيران الأجنبية مع القانون الإسرائيلي لمنع دخول ناشطي المقاطعة إلى "إسرائيل"، باعتبار أن ذلك يتناقض مع القيم الديمقراطية، إضافة إلى تعاون شركات الطيران مع هذا القانون على أراضي الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت أمس، إنه بالرغم من معارضة الولايات المتحدة لفرض المقاطعة على "إسرائيل"، إلا أن الإدارة الأميركية ملتزمة بحرية التعبير. وأضافت أنها لا تعلم ما إذا كانت الإدارة الأميركية تنوي مناقشة الموضوع مع الحكومة الإسرائيلية.
في المقابل، قالت شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" لوكالة الأنباء اليهودية "JTA" إن الحديث عن قرار سلطات الهجرة الإسرائيلية ولا علاقة لشركة الطيران به.
أما وزارة الداخلية الإسرائيلية فقد عقبت بالقول إن الحديث عن ناشطين بارزين يشجعون مقاطعة "إسرائيل".