قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ «الإبادة الإسرائيلية في غزة تجاوزت حدود المأساة كونها مشروعًا استعمارياً مصمماً اساساً للتطهير العرقي، تديره دولة الاحتلال بعقلية استعمارية نابعة من ايديولوجية تستهدف الوجود الفلسطيني في جوهره». وأوضح أنّ تدمير ثمانين في المئة من بنية غزة التحتية، وذبح أكثر من سبعةٍ وستين ألف إنسان ، وفرض النزوح القسري المتكرر على أكثر من تسعين في المئة من السكان، بحسب تقارير الأمم المتحدة الصادرة في آب ٢٠٢٥، يعكس النية المبيّتة الاسرائيلية لاجتثاث المجتمع الفلسطيني وتحويل الأرض إلى مساحة خالية من الحياة.
وأضاف دلياني أنّ ما ارتكبته دولة الابادة الاسرائيلية خلال عامين ويومين من حرب الابادة والحصار المستمر حتى بعد وقف العمليات العسكرية الابادية، يشكّل أكبر كارثة إنسانية وبيئية يشهدها العالم الحديث، مستندًا إلى دراسة جامعة كوين ماري في لندن حول «الآثار البيئية للحروب» التي بيّنت أنّ الايام المئة والعشرين الأولى من حرب الإبادة الاسرائيلية على غزة أسفرت عن انبعاث ما بين ٤٢٠ ألفًا و٦٥٢ ألف طن من الكربون، وهو ما يفوق الانبعاثات السنوية في ستٍ وعشرين دولة. كما أشار إلى تأكيد الأونروا ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة تدمير أكثر من مئتي ألف مبنى، في وقتٍ قدّرت فيه تقارير البنك الدولي أنّ إعادة الإعمار ستُخلّف نحو ستين مليون طن إضافية من الانبعاثات السامة.
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالقول إنّ لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا قدّرت الخسائر الاقتصادية في غزة بثلاثةٍ وخمسين مليار دولار، مؤكدًا أنّ ما يتعرض له شعبنا شكّل تحوّل بنيوي في الضمير الإنساني، حيث أصبحت العدالة الدولية مفهوماً غائباً أمام مشهد الإبادة الاسرائيلية المستمرة بحق الإنسان الفلسطيني.