"أبو علي شاهين" ، لقبه محبيه ومؤيدين افكاره بـ "شيخ المناضلين" ، والمفكر الكبير ، وعبقري الحركة ، والكثير من الألقاب التي تجمع على أن عقله موسوعة من الفكر والوعي والتخطيط والتطلع ، خاصة وأنه كان مؤسس منظمة الشبيبة الفتحاوية على مستوى جامعات فلسطين التي كانت بمثابة ثورة جديدة داخل الحركة أو ضخ دماء جديدة لكي تستطيع أن تستمر بنفس نشاطها ونضالها الأول .
لم أكن على المستوى الشخصي لدي علاقة مميزة مع هذا المفكر ، ولكن ب صدفة غريبة قمت بزيارته أخر أيام حياته في بيته في برج الظافر في مدينة غزة ، فتعرفت عليه عن قرب وعرفني جيداً سواء من خلال والدي ووالدتي التي يربطهم به علاقة جيدة ومتينة ، وبدأنا نتحدث عن الكثير والكثير ، وأعجبني الحديث معه خاصة وأني في تلك الفترة كنت أبحث عن خطوة نستعيد فيها نشاط الحركة وروح الثورة ، فكان يبتسم بين الحين والاخر ويقول لديك الكثير ولكن ، لديك طاقة ولكن ، لديك فكر ولكن ، لديك ثورة ولكن .
فسألته : عمي أبو علي ، ما الحل ؟! ، فضحك ، فغضبت قليلا ، عمي أبو علي ، كيف سنخرج من أزمتنا ؟ ، ماذا نفعل ؟ ، من نتبع ومن نهاجم ومن عدونا ومن الصديق ؟؟؟ ، وكيف نعيد الحركة ؟ ، فتنهد تنهيدة لن أنساها طيلة حياتي وقال : أسمع جيداً ماذا سأقول : "في بداية الثورة الفلسطينية كانت متمثلة بالشباب مثلك ومليئة بالطاقة والثورة وحب الوطن وحين استشهد بعضهم وختير البعض الاخر شابت الحركة ، ولكن قمنا بالخطوة الاستباقية وهي تشكيل حركة الشبيبة الفتحاوية داخل الجامعات لتكون بمثابة عودة الحركة وضخ دماء جديدة فيها ، نعم كانت السبب بدخول كل تلك القيادات الشابة للحركة واعطاءهم المجال للوجود وفرض شخصياتهم ، ولوله الشبيبة ما وجدت كل تلك الاسماء الكبيرة من جيل الشباب آنذاك" .
قاطعته ولكن الوضع في تلك الفترة يختلف عن الان ، سواء مادياً أو الظروف ، غضب عمي أبو علي وارتفع صوته ، لا يختلف بل بالعكس ربما أسوء ، كنا ندفع من جيوبنا لكي نقدم للحركة وللشبيبة ، يا جهاد بيع ذهب أمك ، أتحرك جيب فلوس من تحت الارض لتشتغلو وتعيدوا الحركة ، ها بدكم فتح ببلاش ، من وين بدكم تجبوها ، ومين معني أنو يعطيكم اياه ، كل أشي له ثمن يا جهاد .
طيب يا عمي أبو علي يعني نرجع للشبيبة وهي الحل ، أجاب : لا الحل ليست الشبيبة ، الشبيبة في تللك الفترة كانت الحل ، أما الان فالحل أن تفكروا في جسم جديد داخل الحركة يمثل الشباب ويفرض نفسه على القيادة ويقود الارض والجماهير ويكون محل الثقة التي فقدتها جميع القيادة ، الحل أن تتمردوا على الجميع وتشكلوا أطار جديد داخل الحركة وتكسبوا الجمهور معكم وتكونوا أنتم شرعية الحركة وممثلين الجماهير ومن ثمة فرض نفسكم على القيادة العليا كما حدث في الشبيبة تقريباً .
وسافر عمي أبو علي شاهين لجمهورية مصر العربية وعاد شهيداً ، ما أود قوله أن اقتراح هذا المفكر هو المخرج الوحيد لنا ويجب أن نعمل بما أقترح مفكرنا وحبيبنا ، خاصة ما تتعرض له الحركة من أبناءها وأندادها على الصعيد السياسي في هذه الفترة ، ومؤسسين الشبيبة ليسوا أكفأ أو أقوى من جيلنا ، وحتى جيل تأسيس الحركة نفسها ، ما نحتاج له ، مبادرة وعزيمة وأراده حقيقية بداخلنا نحن الشباب ، يجب أن نستعيد الحركة ، تعالوا لنتكاتف ولنشكل ذلك الجسد المتين الذي يعيدها ، تعالوا لنشكل "جبهة الانقاذ الشبابي للحركة" الجماهير محتاجة لوجوه جديدة ونية صادقة ولباس ثورة .