تفاصيل مثيرة : ماذا حدث قبل سحب الطلب من الفيفا ؟!

رجوب
حجم الخط

 علق رئيس الوزراء الإسرائيلي " نتنياهو" على سحب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اقتراح تجميد عضوية إسرائيل من الاتحاد الدولي " الفيفا" بقوله أن" التحريض والاستفزاز الفلسطيني قد فشل" فيما وصفت وزيرة الرياضة الإسرائيلية " مري ريغف" القرار الفلسطيني بالنصر الكبير لان هناك من يختلف كثيرا مع هذا التوصيف ويؤكد أن إسرائيل دفعت ثمنا باهظا لهذا " النصر " حيث قال رئيس اتحاد الكرة الإسرائيلي " عوفر عيني" ان إسرائيل استجدت الدعم واضطرت لاستعطاف الأصدقاء والتضرع لهم كي يدعموها أمام الهجوم الفلسطيني" .

ووفقا لموقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني" الذي نشر اليوم " السبت " تقرير مطولا تناول فيه ردود الفعل الإسرائيلية والتخوف الإسرائيلي الحقيقي من الخطوة والخطوات الفلسطينية القادمة شعرت الخارجية الإسرائيلي يوم أمس ببعض الراحة ونجحت بالتقاط أنفاسها لكنهم في الخارجية يفهمون تماما بان وقت الراحة المتبقي لهم قصيرا جدا ولا يوجد لهم وقت للفرحة أو تهنئة بعضهم بعضا ورغم ان معركة " الفيفا" حسمت في الدقيقة الـ 90 تدرك إسرائيل أن المعركة الأساسية لا زالت أمامها وليس خلفها.

" النتيجة التي توصلت إليها تفيد بأنه يجب على إسرائيل الاستعداد دبلوماسيا للعمل الميداني والفعلي في مجالات كانت حتى فترة قريبة لا تحتاج لأي عمل دبلوماسي فيها وذلك لان الفلسطينيين يقودون معركة نزع الشرعية عن إسرائيل نحو هذه المجالات ويقودون هذه المعركة نحو ميادين جديدة منها العلوم والرياضة والفن وغيرها " أجمل مسئول الدبلوماسية الشعبية " العامة " في وزارة الخارجية الإسرائيلية " يوفال روتام" الذي نسق وركز المساعي الإسرائيلية ضد المشروع الفلسطيني المقدم لكونغرس " الفيفا " ما جرى وما قد يجري مستقبلا في ساحات ومواقع دولية عديدة .

المعركة الدبلوماسية الجديدة :

سحب جبريل الرجوب الاقتراح الفلسطيني لكن بعد ان اعتلى منصة " الفيفا" وألقى خطابا هجوميا ضد إسرائيل وفي النهاية لم يجر تصويت على اقتراح تجميد عضوية إسرائيل لكن تصويتا أخر جرى على إقامة لجنة من قبل " الفيفا" لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية ومراقبة تنفيذ إسرائيل لعدد من المطالب الفلسطينية منها حرية تنقل اللاعبين الفلسطينيين والتجهيزات الرياضية وبحث وضع الأندية الكروية في المستوطنات الإسرائيلية .

وانتهى هذه التصويت بنصر كبير للفلسطينيين الذين حققوا أغلبية ساحقة بواقع 165 صوتا ضد 18 فقط.

ويطلق " روتام " على هذه الصراعات والمنازلات اسم " المعركة الدبلوماسية الجديدة " ويقول " تجري فصول هذه المعركة خارج الساحات او الميادين الكلاسيكية التي خبرتها إسرائيل مثل الأمم المتحدة على سبيل المثال بل انتقل هذا الصراع إلى أروقة البلديات في أرجاء العالم تلك البلديات والمدن التي باتت تطالب بمقاطعة إسرائيل والى قاعات الكنائس والمراكز الثقافية وملاعب كرة السلة ولجان العمال والمراكز التجارية " السوبر ماركت" وغيرها من الساحات التي باتت تشكل ساحات معركة جديدة يتوجب على إسرائيل الاستعداد لها وإيجاد وسائل جديدة تتلاءم وهذه المعركة ".

وتدعي مصادر في الخارجية الإسرائيلية بان ما أسمته بالفشل الفلسطيني ساهم في تعزيز قوة الردع الإسرائيلية حيث أدرك الفلسطينيين بأنهم حين يجرون إسرائيل لمعركة وجودية مثل تجميد عضويتها في اتحاد كرة القدم الدولي فانها تعرف كيف تخلق تحالفاتها الدولية لإحباط الخطوة الفلسطينية حتى في الحالات التي يتمتع فيها الفلسطينيون بالأغلبية " الاتوماتيكية " حسب تعبيرها .

وأضافت هذه المصادر ان الردع الإسرائيلية كلف إسرائيل ثمنا باهظا حيث تسببت الخطوات الفلسطينية في تاكل موقف إسرائيل على الساحة الدولية وأجبرت إسرائيل على تبذير " اعتمادات " سياسية كبيرة جدا ووضعت إسرائيل في حالة المستجدي والمستعطف الذي يترجى الأصدقاء تقديم المساعدة والدعم " نحن في حالة ومظهر غير جيدين لان هذه المعركة وصلت إلى الساحة الرياضية لان جبريل الرجوب يرتدي ثلاث قبعات الأولى قبعة رئيس اتحاد كرة القدم والثانية قبعة وزير الرياضة والشباب والثالثة قبعة رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية واليوم شهدنا معركة في كرة القدم قد تنتقل غدا إلى كرة الطائرة أو كرة اليد وكرة السلة لهذا علينا أن نكون دوما متيقظين وان ندرك الأبعاد السياسية التي دخلت إلى الرياضة الإسرائيلية وان هناك مجموعات رياضية أخرى خارج الخط الأخضر" المستوطنات" وحين تدخل الى هذا المربع فإنهم سيحاولون جرك إلى ساحات ونقاشات مماثلة وكثيرة " قال احد المسولين الكبار في الخارجية الإسرائيلية.

 وأخيرا وفي سياق ردود الفعل الإسرائيلية دعا وزير المواصلات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" إلى اعتقال الرجوب ومحاصرته في المقاطعة وقال " فشل الرجوب من مؤامرته وألان يجب علينا ان نعتقله في المقاطعة ليلعب هناك " لعبة الأطفال" .