د.احمد عوض يطلق رواية "الصوفي والقصر..سيرة ممكنة للسيد البدوي"

د.احمد عوض يطلق رواية "الصوفي والقصر..سيرة ممكنة للسيد البدوي"
حجم الخط

أطلق الروائي د.أحمد رفيق عوض روايته "الصوفي والقصر.. سيرة ممكنة للسيد البدوي"، في مقر دار الشروق في مدينة رام الله، بحضور وزير الثقافة د.ايهاب بسيسو، وحشد من المثقفين والكتاب والروائيين والاعلاميين.

وقدم وزير الثقافة د.إيهاب بسيسو قراءة معمقة في الرواية.

ومن ثم قدم د.عوض رؤيته حول العمل ودوافعه، وقام بتوقيع نسخ من الرواية للحضور.

وورد في غلاف الرواية كما كتب الروائي د.احمد رفيق عوض "قيل عن السيد البدوي كل المتناقضات، فقد ذكر أنه شيعي، وقيل إنه متصوف، وقيل إنه تستر بالتصوف، وقيل إنه من آل البيت، وقيل إنه داعية، وقيل إنه صاحب دعوة سياسية، وقيل إنه لم يكن موجوداً أصلاً، هذا كله مع أن سيرته لا تتعدى فقرات قليلة متناثرة في الكتب، هنا حكاية أخرى تجاور وتحاور الحكايات السابقة، لا أحد يكتفي أو يقتنع بالتاريخ كما وقع على وجه الحقيقة، الواقع ذاته لا يكفي".

وتقع الرواية في 304 صفحات من القطع المتوسط، وصدرت عن دار الشروق للنشر والتوزيع في عمان ورام الله، 2017، وهي الرواية الثامنة للروائي الدكتور أحمد رفيق عوض، منها العذراء والقرية، قدرون، مقامات العشاق والتجار، القرمطي، عكا والملوك، بلاد البحر وغيرها، ولها اصدارات في العمل المسرحي منها الملك تشرتشل، والامريكي، المستوطنة السعيدة، الى جانب العديد من الكتب منها دعامة عرش الرب، لعة الخطاب الاعلامي الاسرائيلي، ورؤية جديدة للظاهرة التفكيرية.

وفي جديده الروائي هذا يفتح عوض كعادته الباب واسعا على مصراعيه للبحث والحفر في الأسئلة المقلقة والمحرجة والشائكة، مستغلا في ذلك سيرة المتصوف الشهير " والغامض" السيد البدوي الذي عاش في القرن الثالث عشر وأسس مدرسة صوفية شهيرة لها أتباع كثيرون يعدون بالملايين، وقد شهد هذا الصوفي فترة من أخصب فترات التاريخ العربي والإسلامي اربكا وارتباكا أيضا.

فقد شهد هذا الصوفي تسليم بيت المقدس مرتين دون قتال، ورأى بعينيه تحالف الأمراء المسلمون مع نظرائهم الفرنجة وقتالهم معا تحت رآية واحدة في مشهد ينبئ عن ظواهر تاريخية متجددة،تتكئ الرواية في مجملها على هذه الرتابة المفزعة.

الرواية تتناول بالتفصيل سيرة مفترضة لأحد أعمدة التصوف الإسلامي السنّي، وقد سارت الرواية بحذر شديد في لملمة خيوط هذه السيرة التي تراوحت ما بين التبجيل والإهانة، وما بين التقديس و التدنيس، حاولت الرواية كما حاول الروائي أن يكتب سيرة تنسجم مع ذاتها وتاريخها ومستقبلها لتصل إلى نهايات قد تخالف كثيرا مما قيل.

رواية "الصوفي والقصر"، رواية التصوف السني الظاهري، بدون غنوص ولا حلول ولا تجليات، التصوف يقدم في هذه الرواية نتيجة مكابدة " جسدية "مثلتها الرحلة الطويلة المتعبة فضلا عن مكابدة تبدوا وكأنها "هبة" أكثر منها " قدرة ذاتية".

ورغم ذلك كله فإن رواية الصوفي والقصر حاولت أن تتحدث عن إسلام أخر، الإسلام الفعال النتشط والواضح والقوي، القادر على الحوار والتمثل والمواجهة، وبهذا تكون الرواية قد قدمت " رؤية" وليس مجرد " رواية" .

مرة أخرى يذهب الروائي أحمد رفيق عوض إلى التاريخ ليأتي بأسئلته وأجوبته، ليكرس بذلك مدرسته وأسلوبه الروائيين، كروائي يستلهم التاريخ، لا ليعيد تركيبه من جديد وإنما ليهدمه أيضا.