أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، على أن الذين يبيعون ويفرطون بالعقارات والأوقاف الأرثوذكسية إنما لا يمثلون الكنيسة وتراثها وهويتها وعراقة حضورها في هذه الأرض المقدسة.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الأحد، مع عدد من شخصيات الطائفة الأرثوذكسية في القدس المحتلة، بعد الانتهاء من القداس، وقال "ولذلك نتمنى من وسائل الإعلام المختلفة التي تغطي أخبار هذه الصفقات المشبوهة بألا تقول أن الكنيسة الأرثوذكسية تبيع أوقافها، لأن الكنيسة بريئة من هذه الأفعال التي يقوم بها أشخاص نعرف جيدًا ما هي أهدافهم وأجنداتهم، ومن الذي يدعمهم ويؤازرهم ويبرر أعمالهم ويقف خلفهم".
واستنكر حنا الصفقات المشبوهة، والتي كان آخرها ما تم الإعلان عنه مؤخرًا من صفقة باب الخليل التي تعتبر من أخطر الصفقات، لأن تداعيات هذه الصفقة ستكون خطيرة على الحضور المسيحي في القدس.
كما وأوضح، أنها ستساعد أيضًا في تشويه معالم البلدة القديمة وسياسة تغيير ملامحها.، مبينًا أنها صفقة تندرج في إطار سياسات الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف القدس بكافة مكوناتها.
وأكد، على أن كافة الصفقات التي عُقدت مشبوهة ومستنكرة ومرفوضة من قبلنا جملةً وتفصيلا، ولكن صفقة باب الخليل هي الأخطر والأسوأ من كل الصفقات السابقة.
ودعا حنا المؤسسات الأرثوذكسية وأبناء الرعية المخلصين لانتمائهم الكنسي والوطني إلى ضرورة العمل معًا وسويًا، وأن نفكر بما يجب أن نقوم به لردع ووقف هذه الصفقة المشؤومة.
كما ودعا إلى خطوات احتجاجية عملية قد يكون أحدها إقامة خيمة اعتصام في باب الخليل قبالة الفنادق المستهدفة أو الدخول إلى هذه الفنادق وتحدي المستوطنين الذين يخططون للاستيلاء عليها.
وقال "لم يعد كافيًا الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار، بل يجب أن نقوم بخطوات عملية للحفاظ على ما تبقى من أوقافنا وعقاراتنا الأرثوذكسية".
وأوضح، أن صفقة باب الخليل كانت سببًا في تنحية البطريرك السابق ايرينيوس، واليوم نفاجئ بأن المحكمة الإسرائيلية قررت بأن يدخل المستوطنون إلى هذه العقارات والفنادق التي تعتبر واجهة القدس والمنطقة التي تحتضن الأديرة والبطريركيات المسيحية والطريق المؤدية إلى كنيسة القيامة.
وأكد، على أن صفقة باب الخليل لن تمر، وعلينا جميعًا أن نعلن هذا الموقف بأنه لن تمر هذه الصفقة ولن نسمح للمستوطنين المتطرفين بأن يقتحموا هذه العقارات التي هي جزء من تراثنا الأرثوذكسي في المدينة المقدسة.
وتابع "هذه العقارات التي بناها أساقفة وكهنة ورهبان تميزوا بقدسيتهم وروحانيتهم ومحبتهم لكنيستهم، هذه الأوقاف التي هي جزء من تراث القدس وهويتها الحضارية والروحية والوطنية".
ودعا المطران لتحرك عاجل لمنع دخول المستوطنين إلى عقارات باب الخليل، واتخاذ خطوات عملية لإفشال هذا المشروع التآمري على الحضور المسيحي في المدينة المقدسة.
وأردف قائلًا "كما تمكن المقدسيون بوحدتهم وصمودهم وثباتهم بإلزام سلطات الاحتلال بإزالة البوابات الحديدية والكاميرات من مداخل المسجد الأقصى، هكذا أيضًا نحن قادرون بوحدتنا وإخوتنا وتعاضدنا على أن نفشل هذا المخطط المشؤوم والخطير، والذي يستهدف أوقافنا الأرثوذكسية في باب الخليل".