"طبيبك في بيتك" كان الشعار الذي حمله الموقع الإلكتروني الصحي الأول في قطاع غزة (طب كير teb care)، والذي ولد على أيادي أطباء فلسطينيين لتقديم الاستشارات الطبية والاجابة عن الأسئلة الصحية التي يطرحها المواطنين من خلاله.
موقع (طب كير) عبارة عن شبكة صحية تربط الأطباء بالمرضى وتسهل عليهم الوصول للمعلومات الصحية المطلوبة والاستفسار عنها وتلقي الاجابة من الطبيب بكل سهولة وسرعة كما يقول الطبيب محمد أبو هيبة لإحدى الوكالات المحلية وهو أحد القائمين على فكرة إنشاء الموقع.
وحول فكرة إطلاق (طب كير) يضيف أبو هيبة "أن الفكرة جاءت من تطور التكنولوجيا وتساءلت أنا وفريقي المكون من ثلاث أطباء غيري لما لا نربط الطب بالتكنولوجيا!؟ ومن هنا ولدت فكرتنا".
ويعتبر موقع (طب كير) الذي انطلق منذ ما يقارب أربعة أسابيع، الموقع الإلكتروني الأول في القطاع، الذي يقدم استشارات طبية ومعلومات ونصائح صحية من خلال أطباء فلسطينيين.
وعمل الفريق القائم على الموقع المكون من أربعة أطباء خريجين من كليات الطب في جامعات غزة، على خلق تلك الفكرة التي احتضنتها (غزة sky geeks) المهتمة في ريادة الأعمال وأول مسرعة أعمال في غزة، ولا زال تمويلهم للموقع ذاتي.
والمتصفح للموقع يرى بساطة تصميمه وسهولته، حيث يقول أبو هيبة إنه تم تصميم الموقع بشكل سلس جداً حتى يسهل استخدامه على جميع فئات المجتمع، ويمكن استخدامه من الهاتف المحمول أو الحاسوب.
وأشار إلى أن 30 طبيب منهم 10 اطباء استشاريين فلسطينيين يجيبون على استفسارات المرضى، إضافة لكتابتهم مقالات صحية على الموقع، وكل ذلك خدمة مجانية للمواطنين سهلت ووفرت عليهم التكاليف المادية للذهاب للطبيب.
ولأنها فكرة مميزة وغريبة من نوعها في غزة، فقد واجه الفريق القائم على الموقع عدة صعوبات وتحديات أهمها بناء الثقة مع المواطنين الذين لم يتقبلوا الفكرة بسهولة، إضافة إلى قلة الامكانيات التي تساعد في تسويق الموقع.
أما عن تطوير محتوى الموقع، أوضح أبو هيبة أنه سيتم تطوير طريقة الاستشارات الطبية لتكون بصورة مباشرة بين الطبيب والمريض من خلال الكاميرا، إضافة إلى تشكيل المجموعات الداعمة حتى يشارك المرضى أصحاب المرض الواحد مشاكلهم واستفساراتهم، إلى جانب إعطاء دورات صحية التي ستكون الأولى من نوعها.
ولم يقتصر (طب كير) على المواطنين في غزة، بل أصبح الأطباء يستقبلون استفسارات وأسئلة من مواطنين في دول عربية أخرى كما ذكر أبو هيبة.
وأضاف أبو هيبة أنه في الفترة القادمة سيتم التركيز على تسويق الفكرة في قطاع غزة، وبعد ذلك سيتم توسيع النطاق حتى يصل إلى الدول العربية الأخرى.
ولا زال الشباب الغزي يثبت في كل يوم أن الحصار والحروب المتتالية على قطاع غزة لن تستطيع طمس وقتل الأفكار الخلاقة، ولم يثنيهم الوضع الاقتصادي الصعب عن ابتكار أفكارهم وتطوير أنفسهم ولو بتكاليف زهيدة.