طالب كُتّاب وباحثون في قطاع غزة اليوم الثلاثاء بضرورة تبني مشروع وطني جامع للنهوض بالمشروع الفلسطيني، وذلك بعد انسداد الأفق السياسي وتعطّل المصالحة الوطنية.
وأكد هؤلاء خلال ورشة عمل نظّمها مركز فلسطين للدراسات الاستراتيجية بمدينة غزة بعنوان "الرؤية وطنية للنهوض بالمشروع الفلسطيني" أهمية تحرر الفصائل الفلسطينية من التبعية السياسية والفكرية لدول الإقليم.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للورشة ناجي الظاظا إن الشعب الفلسطيني خلال 60 عامًا لم يصل إلى رؤية موحّدة لمشروع وطني جامع للحفاظ على حقوقه وثوبته.
وأوضح الظاظا أن الورشة جاءت لبحث الأسس المناسبة للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني، والشروع بوضع الآليات اللازمة للوصول إلى ذلك.
وذكر أن منظمة التحرير لا تزال مظلة كبيرة للشعب الفلسطيني؛ لكنها في واقعها الحالي لا تمثل الكل الفلسطيني، ولا يمكن لها أن تحمي شعبنا من الأخطار الاحتلال المحدقة به.
وشدد الباحث كمال قديح على أهمية استقلال القرار السياسي للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني، مشيرًا إلى أن "التبعية السياسية في القرار الفلسطيني ضيعت حقوق وثوابت شعبنا".
وأضاف "حتى ننهض يجب أن نستقل فكريًا؛ لأن الحزبية داء ينخر في الجسد الفلسطيني، وهناك تبعية اقتصادية وسياسية لأحزابنا السياسية ويجب أن نعمل على إنهاء التبعية الفكرية والسياسية".
من جانبه رأى الكاتب كمال موسى أن تحرير الأرض والإنسان من هيمنة الاحتلال هو أساس مهم لمشروع التحرير، مؤكدًا أهمية رفع شعار المقاومة لأنه الشعار الأساسي الذي يلتقي عليه الكل الفلسطيني.
وأرجع موسى انسداد الأفق السياسي الفلسطيني إلى حالة التفرد بالقرار الفلسطيني، مشددًا على ضرورة إنهاء التفرد وتبني سياسة جامعة في اتخاذ القرارات المصيرية.
ورأت الباحثة ماجدة البلبيسي أن فلسطين مشكلتها أكبر من أن تكون قضية وطنية بقدر كونها قضية محورية ومركزية للأمة، مطالبة القادة العرب بدعم شعبنا بكافة السبل والوسائل.
أما الكاتبة فدوى الشرفا فقالت إن القضية الفلسطينية ليست قضية تاريخية بقدر أنها قضية دينية متجذرة لدى الشعب الفلسطيني، مؤكدةً أهمية إحداث وعي شامل للشباب الفلسطيني للتعريف بحقوق شعبه وثوابته.
من جهته، قال رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية اياد الشوربجي إن الاتفاق على رؤية مشتركة وجامعة بين الكل الفلسطيني يسهم بصورة رئيسية بالنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني.
وأوضح الشوربجي ضرورة الاتفاق الواضح للخروج من حالة انسداد الأفق السياسي والاستشعار بالمسؤولية والأزمة.
ورأى أن الوسائل الموجودة للشعب الفلسطيني ليست مقدسة، وهي تحتاج إلى مراجعة لتقدير الموقف؛ للنهوض بالمشروع الوطني من جديد.
وشدد الشوربجي على أهمية مأسسة العمل الوطني الفلسطيني، والخروج من الحالة الفصائلية وعدم وجود قيادة جامعة موحدة لشعبنا.