طالب سياسيون وقادة القوى الوطنية الإسلامية في قطاع غزة اليوم الأحد، بضرورة إعادة تقييم المرحلة السابقة في ظل حكومة التوافق الوطني والشروع بجدية بحل الأزمات المحدقة بها، مؤكدين على خطورة المخاطر التي تحيط بغزة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها حركة الأحرار الفلسطينية تحت عنوان "أداء حكومة الحمد الله بين تعزيز الوفاق وتكريس الانقسام" دعت فيها قيادات وعناصر من جميع القوى الإسلامية والوطنية في مقرها بغزة.
ودعا خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في كلمته إلى ضرورة لقاء عاجل وانعقاد للإطار القيادي للحركات الفلسطينية ممثلين بالأمناء العامون لهذه الفصائل الدكتور رمضان عبد الله شلح والأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والرئيس محمود عباس.
وأضاف، أن المخاطر التي تحيط بغزة حقيقية وخطيرة, وعلى الفلسطينيين الشروع بجدية في حل هذه الأزمة , فالذي يُعطل عمل حكومة الوفاق هو غياب الإرادة الحقيقة والقرار السياسي الحازم لحل المشكلات الملقاة على كاهل هذه الحكومة .
ودعا البطش حكومة الحمد الله ووزرائه بالعودة إلى غزة , لأن المخرج الوحيد للخروج من كل هذه الأزمة هو ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وصياغة آلية لتحقيق واستعادة الوحدة الوطنية, فالمنطقة العربية الآن مشتعلة بقضايا أخرى غير غزة, وأصبحت قضية غزة مهمشة على كل الجوانب والأصعدة حتى المساعدات الإغاثية لم تعد تدخل غزة.
وطالب البطش بإعادة تفعيل المجلس التشريعي, وألقى المهمة على نوابه بأنهم صامتون, لا يحتجون على تجميد دورهم الفاعل في القرار , قائلاً: أترضون أن تكونوا شُهاد زور فقط وتتقاضون راتباً آخر الشهر.
وأكد البطش على أن حركة الجهاد الإسلامي والفصائل لم تشارك في تشكيل هذه الحكومة , وأن فتح وحماس هما من شكلا الحكومة، وعندما تحل المصيبة تُلقى المهمة بظهر الفصائل ونُطالب بإيجاد حل, نحن لسنا ضد طرف ومع الآخر , نحن ندعم الموظفين وضباط الأمن والدفاع المدني ونحن داعمين لضابط الأمن الذي يحرس البنك طوال الليل ليحمي من يتقاضى راتبه فهو أشبه بالقديس, نحن معه ليأخذ حقه , فلن يسقط بالتقادم مهما ماطلت الحكومة بتنفيذ مهامها المنوطة بها .
وشدد، على أن حرمان الناس من حقوقهم ومقدراتهم اليومية أوقعهم في هذه الأزمة, لتبقى تدور حول دائرة مفرغة لا نصل لحل, مضيفاً أن حكومة التوافق أصبحت عبء على الشعب ومن لا يستطع حمل هذه الأمانة وتحقيق مطالب فليرحل ويترك الأمانة لمن يستطع حملها.
من جانبه دعا القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان :"حكومة الوفاق بالالتزام باتفاق القاهرة وإعلان الشاطئ وأن تتوقف عن التهرب والتنصل من تنفيذ مهامها المنوطة بها" .
وأضاف رضوان: "حكومة الوفاق مضى عليها عام من الآن ولم تقدم أية انجازات تذكر للشعب ولم تحل أي مشكلة بل كرست الأزمات وعززتها حين ميزت بين الموظفين غزة والضفة, مشيراً إلى تأكيدات حركة حماس على أن خيار المصالحة هو خيار إستراتيجي, لذلك قدمت حركته مرونة كبيرة أثناء تفاهمات إعلان الشاطيء واتفاق القاهرة , بإعادة الإعمار والتحضير لانتخابات عامة , وفتح المعابر وأقصت موظفين ولم تحل مشكلتهم" .
ودعا رضوان، الفصائل للإتفاق على إعادة تقييم المرحلة السابقة وتكوين حكومة الوحدة الوطنية وتطبيق اتفاق المصالحة, معرباً عن أسفه لما فعلته السلطة بسحب طلب تعلق عضوية الكيان في الفيفا , سلطة لا تحافظ على الثوابت وتعاود المفاوضات العقيمة مع الاحتلال , نشك في تقدمها لمحمكة العدل الدولية .
وفي كلمة لنقيب الموظفين الدكتور محمد صيام قال: "رحبنا بتشكيل الحكومة وأعطيناها أكثر من فرصة ولكن للأسف خذلتنا, حكومة الوفاق فشلت منذ اليوم لتشكيلها عندما أغرقت نفسها في ملف الموظفين, لم توفق في حلها بل وزادت في مفردات الانقسام بالتمييز بين الموظفين في غزة والضفة".
وأضاف، تأملنا الحل من هذه الحكومة طالما كانت حكومة بديلة عن الحكومتين السابقتين , ولكن وجدنا ترآخي حكومة الحمد لله عن إنجاز مهامها فجرت الشارع الفلسطيني ضدها, لم تلتزم بالتفاهمات التي توصلنا لها بشأن ملف الموظفين.
وأشار في نهاية حديثه إلى تحميل الرئيس أبو مازن المسئولية الكاملة على ما يحصل لأهل غزة, يعطى من يجلس في بيته راتب ومن على رأس عمله يحرم من حقه, هذه هي المعادلة الأغرب في العالم, موجهاً رسالة واضحة للسيد الرئيس: عليك أن تأتي لغزة أنت وحكومة الحمد الله وتحمل مسئوليتك تجاهها وحل كل مشاكلها العالقة .
وأكد، على أن غزة على بوابة الانفجار في وجه من يساعد في خنقها, فلا نريد تصريحات وبيانات نريد حلاً جدياً تجاه هذه المشاكل, إما تحمل المسئولية تجاه غزة أو ليرحل الجميع.