بقراءة متأنية للخطة التي قدمتها قيادة القسّام، ، لقيادة حماس السياسية، رغم ادراكنا ان لا فرق بين القيادتين ،والتي تتضمن إحداث "فراغ سياسي وأمني" في غزة، تحمل مؤشرات خطيرة، ورسائل وردود متعددة ، للرئيس ابومازن ومصر، وإسرائيل.
اولا : للرئيس محمود عباس
في ضوء الإجراءات الاخيرة التي قام به الرئيس محمود عباس، واعلان خارطة طريق لإنهاء الانقسام وما تبعها من اجراءات اقتصادية ،وسحب المستلزمات التي كانت السلطة تتبناها طيلة سنوات الانقسام كان اهمها قطاعي الصحة والتعليم .
وبعد تلك الإجراءات ادركت حماس ان الأمر وصل الى حالة الاختناق ،وبدأ ت تفكر مليا بحجم الاعباء التي ستلقى عليها ، وان ضلت تلك الاجراءات المتبعة من السلطة سيضع حكومة حماس امام خيارات وتحالفات قد تكون صعبةفي ضوء المتغيرات الدولية التي تسير بغير صالحها وتأسيسا لتلك الاجراءات لابد ان ترجع خطوات للوراء لإنقاذ الموقف، وعدم الوصول بأحوال غزة إلى نقطة ما قبل الصفر ، يصعب بعدها استدراك التبعيات والارتدادات القاسية.
رسائل لإسرائيل:
حماس تدرك ان دولة الكيان دوما بحاجة الى وجود قوة منظمة تضبط الحدود الشرقية لقطاع غزة فترة الهدن الرسمية ، وخاصة مع ازدياد عدد الفصائل والمسميات وتنامي قوى السلفيين ،وطرح القسام لخطته في إحداث فراغ امني وسياسي قد يجعل عزة ولو لفترة بلا عنوان الأمر الذي يؤدي الى خروج الوضع من دائرة السيطرة ،وتنهمر الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة ، والدخول بحرب غير محسوبة النتائج ولا محددة الاهداف..
رسائل لمصر:
بحكم دكتاتورية الجغرافيا والحدود المشتركة مع مصر ، والمتمثلة بشمال سيناء التي تعتبر الثقب الاسود والمخرز المؤلم للحكومة المصرية ، وفي ظل ادراك المخابرات المصرية جيدا ان أي انسياب للموقف في غزة ، سيصبح قطاع غزة ملاذا للمتشددين والفارين من سيناء ،وجبل حلال، الذين يشنون هجمات متعددة ومتكررة على ثكنات الجيش المصري، وهذا بدوره يحقق آلام غير محمودة للخاصرة الشمالية لمصر..
تأسيسا لما سبق:
نرى ان تلك الخطة المطروحة حمساويا لا يمكن تنفيذها على واقع غزة في ظل التعقيدات المحيطة بها ،وكل ما يتم طرحه
يندرج ضمن محاولة التفكير لمن يبحث عن خيارات للخروج من الازمات المفتعلة والمفروضة عنوة ، الايام القادمة حبلي بالمتغيرات وهانحن ننتظر ونترقب