افتتحت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، وسلطة الطاقة والموارد الطبيعية، وبدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، اليوم الاثنين، ورشة عمل متخصصة بكفاءات استخدام الطاقة والطاقة المتجددة الهادفة لتدريب 150 معلما من كافة محافظات الضفة الغربية، وذلك في قاعة المعهد الوطني للتدريب التربوي في مدينة البيرة.
وتم الافتتاح بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس اللجنة الوطنية محمود إسماعيل، وأمين عام اللجنة مراد السوداني ممثلاً عن "الإيسيسكو"، ووكيل وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور بصري صالح، والمهندس أيمن إسماعيل ممثلا عن رئيس سلطة الطاقة، والقائمة بأعمال مدير عام المعهد الوطني للتريب الدكتورة ريما ضراغمة، بالإضافة لطاقم عمل اللجنة والمشاركين من معلمين ومؤسسات شريكة.
ورحب إسماعيل بالحضور، شاكراً "الإيسيسكو" ممثلة بمديرها العام عبد العزيز تويجري، على دعمها هذا النشاط الهام، الذي يلقي الضوء على قضية مهمة من قضايا العصر، ويعتبر من أهم الحلول لحالة الحرب وينقذ الدول من الكوارث ويعتبر ترياقاً للحفاظ على كوكبنا من التلوث، وضرورة إلحاق فلسطين بهذا الركب لحاجتنا الماسة له في ظل الحصار الإسرائيلي ومساومته لنا في ظل شح الإمكانيات، وضرورة تطور قطاع الطاقة البديلة والوصول إلى الاستقلالية وإدارة الذات بالطريقة التي نراها نحن وليس ما يريده الاحتلال وغطرسته، وفي ظل ارتفاع الأسعار للطاقة التقليدية.
وقال: إننا في ظل هذا الحصار وحالة السرقة والتزوير، نزداد إصراراً كفلسطينيين بأن نكون في مقدمة الشعوب في ظل الإنجازات التي حققها عدد كبير من المبدعين والمبتكرين على مستوى العالم في المجالات التربوية والعلمية، لنعلن دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف تحت قيادة الرئيس محمود عباس الراعي للتميز والإبداع.
بدوره، أشاد صالح بجهود القائمين على هذا اللقاء الذي يهدف بالأساس إلى الاستثمار السليم في مجال الطاقة المتجددة من خلال تدريب عدد من المعلمين في كافة محافظات الوطن، ونقل ثقافة الطاقة البديلة للطلبة، حيث شرعت وزارة التربية بالشراكة مع اللجنة الوطنية وسلطة الطاقة، بتزويد عدد كبير من المدارس الفلسطينية بخلايا شمسية لتوليد الكهرباء ذاتياً لسد حاجتها.
وتطرق صالح لفحوى المناهج الفلسطينية الجديدة التي ركزت على محورين رئيسيين يتمثلان في إعلاء شأن الهوية والموروث الفلسطيني وتضمين المناهج نشاطات كفيلة بتحفيز التعليم الإبداعي والتفكير الناقد والتحليل، بالإضافة إلى أن المناهج تتناول التوجه للتعليم الإبداعي والريادي لإعداد الأجيال الفلسطينية القادمة ليكونوا رياديين وقياديين في المجالات المختلفة.
من جانبه، جدد السوداني شكره لـ "الإيسيسكو" ممثلة بالمدير العام عبد العزيز التويجري، لكل ما تقدمه من دعم للمشاريع الفلسطينية على كافة الصعد والاتجاهات، والتي تمد عطاءها للجنة كجهة اختصاص في فلسطين لتزوّد هذه البلاد بطاقة عليا لتنازل الظلام، شاكراً إياها على دعمها لهذه الورشة التي تأتي في سياق متخصص للإضاءة على موضوع الطاقة المتجددة وحاجة المجتمع الفلسطيني لتطوير هذا المجال، في ظل تحكم الاحتلال بمصادر الطاقة التقليدية والأوقات الصعبة التي يشتد فيها الحصار على الكل الفلسطيني، وتعزيز الحلول والاستفادة من الإبداعات والخبرات في مجال تدوير النفايات واستغلال طاقة الشمس والمياه، وتعميم هذه الأفكار بالمناهج الدراسية لأن وزارة التربية والتعليم العالي بما تمثله من هذا الجيش من الوعي تدخل في كل أسرة وبيت لإسناد الوعي والوجدان لأطفالنا ولجميع الفلسطينيين، ولأن الاحتلال يسعى لسلب ما فوق الأرض وتحتها من خلال رواية مزورة تهدف لمقايضة الفلسطينيين بممتلكاتهم وحقوقهم.
وقال السوداني: إن التحدي أمام الإمكانيات القليلة كبير في ظل عدم الإمداد الكافي للحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطيني، ولكننا عندما نتحدث عن الطاقة المتجددة لا نتحدث عن حلم ولكننا نثق في هذه البلاد وبأبنائها، ولن ننكسر ولن نقبل الرواية النقيضة.
وأكد المهندس إسماعيل ضرورة رفع الوعي الذي يعتبر من أولويات سلطة الطاقة وضمن خطتها الاستراتيجية وخطة مجلس الوزراء المعتمدة، والهادفة للوصول إلى إنتاج 10% من الطاقة المستخدمة عن طريق الطاقة المتجددة بالشمس والمياه والرياح والغاز الحيوي خلال السنوات القادمة، وبدء تنفيذ هذه الاستراتيجية من خلال تزويد المدارس الحكومية وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، بعدد من ألواح الطاقة الشمسية، كما سعت سلطة الطاقة لسن القوانين الداعمة للطاقة المتجددة.
يذكر أن هذه الورشة التي تمتد على مدار يومين مكثفين، ستبحث في العديد من المحاور الهامة في مجال استثمار الطاقة المتجددة، أبرزها وضع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في فلسطين، والدور التربوي في الطاقة المتجددة، بالإضافة لأنظمة الطاقة الشمسية ومكوناتها وتصميم أنظمتها، وأنظمة الطاقات المتجددة كالرياح والغاز الحيوي والمخلفات الزراعية وطرق ترشيد استهلاك الطاقة.