نفضت "سينما السامر" أقدم دار عرض في غزة غبار ثلاثة عقود عنها واستقبلت روادها مجددا اليوم السبت مع فيلم فلسطيني عن قضية الأسرى، في محاولة لإحياء السينما في القطاع المحاصر.
عنوان هذا الفيلم (عشر سنين)، وهو من انتاج شركة (كونتينيو برودكشن فيلمز)، وقد صوّرت أحداثه في أماكن عدّة من القطاع، وتولّى إخراجه علاء العلول.
وقالت غادة سلمي، المنسقة الإعلامية لشركة الإنتاج لوكالة (فرانس برس): "الفكرة هي محاولة لإعادة السينما إلى غزة، وقد اخترنا (سينما السامر) لتقديم العرض الاول، وهي أول سينما افتتحت في القطاع".
انطلقت هذه السينما في العام 1944، وأغلقت أبوابها نهائيا مع اندلاع الانتفاضة الأولى في العام 1987.
ويعالج الفيلم قضية الأسرى بأسلوب مختلف وبقالب إنساني مستقل ومحايد بصرف النظر عن الانتماء، وفقا لغادة سلمي، ومدّته ساعتان ونصف ساعة.
وتوقعت أن يثير هذا الحدث ضجّة تدفع كثيرين للإقبال على الفيلم بعد عقود من غياب دور العرض عن القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات.
وتذاكر الفيلم متوافرة في القطاع بقيمة 20 شيكل (5,5 دولارات تقريبا) للعروض المقبلة، أما العرض الأول فقد دعي اليه 350 شخصا.
اقيم العرض مساء اليوم السبت في المبنى القديم لسينما السامر، حيث تم وضع شاشة مؤقتة، اضافة الى نحو 350 مقعدا غير مخصصة لصالة سينما.
وقال احد المشرفين على الفيلم الفنان سائد السويركي لوكالة (فرانس برس): "عرضنا الفيلم في سينما السامر لرمزية المكان"، موضحا ان "جميع العاملين في الفيلم لم يتلقوا أجرا وهم متطوعون".
وقالت احدى المشاركات في الفليم نرمين زيارة "نأمل حقا بأن يتم افتتاح السينما في قطاع غزة لان المجتمع يحتاج الى تطوير من خلال الافلام والافلام الوثائقية".
وقالت جودت ابو رمضان احد الحضور :"المؤكد ان مشروع انشاء سينما هو مشروع ناجح لان المجتمع بحاجة الى ذلك".
واضافت زيارة "لا اعتقد ان هناك اشكالية في موضوع افتتاح سينما في ظل حكم (حماس) لان هذا المجال الفني يحتاج الى ان يعطى له حقه".
واوضح السويركي ان مشروع الفيلم "كان تحديا كبيرا لمجموعة من الشباب، فالسؤال الكبير كان عن مدى القدرة على انتاجه".
واضاف "هذه المجموعة وعلى رأسها المخرج علاء العلول ربحت التحدي وشكرا لجميع افراد فريق العمل".
وقالت الناشطة مريم ابو دقة "ان تأتي متأخراً افضل من الا تأتي أبدا. الجميع عندهم سينما ونحن كفلسطينيين يجب ان نلجأ الى كل الادوات لصالح بناء مجتمعنا وتطويره".
واضافت "شعبنا يؤكد اليوم انه يريد سينما رغم كل المعوقات. هذا البلد ليس لحركة (حماس) وحدها، هذا الوطن لكل الشعب الفلسطيني".
وتناول الفيلم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عبر اعتقال احد العمال الفلسطينيين والحكم عليه بالسجن. وعرض باللغتين العربية والعبرية.
ورحب حازم الشوا بالحاضرين بأسم "مجموعة غزة للثقافة والتنمية"، مذكرا بأن سينما السامر انشأها راشد الشوا في العام 1944.
وقال "للاسف حالت ظروف قطاع غزة دون استمرار نشاط السينما ولكنها بقيت موجودة وشاهداً على ان غزة تعشق الحياة".