اختفت مظاهر وبهجة عيد الأضحى المبارك عن الغزيين لهذا العام، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 10 سنوات، إضافةً إلى الحالة السياسية المعقدة، وغياب الوحدة الوطنية وما تبعها من إجراءات اقتصادية وسياسية اتخذتها السلطة الفلسطينية بحق قطاع غزة أدت إلى اقتطاع جزء من رواتب الموظفين في القطاع.
المتجول في أسواق وشوارع القطاع والناظر إلى الازدحام في الأسواق يظن أن هناك حركة تجارية وشرائية من قبل المواطنين، ولكن الحقيقة والواقع غير ذلك فالكساد التجاري والخسائر بدأ يتكبدها التجار نظراً لضعف إقبال المواطنين على الشراء، سواءً على محلات بيع الملابس، أو الحلوى، أو حتى إقبال المواطنين على شراء الأضاحي.
مراسل وكالة "خبر"، تجول في أسواق قطاع غزة واستطلع آراء المواطنين والتجار حول الحركة الشرائية واقبال المواطنين على التسوق قبيل عيد الأضحى، حيث قال أحد المواطنين: "إن المستوى الاقتصادي للمواطن بالانحدار، حتى وصل إلى الحد الأدنى من الانحدار".
في حين تحدث أحد التجار لمراسل وكالة "خبر"، بأن الكساد التجاري يعم الأسواق في القطاع والحركة في الأسواق ضعيفة جداً، إلى حد لن نستطع سداد أسعار البضائع التي نبيعها.
فيما تحدث بائع آخر، أنه موجود في السوق لعد الساعات فقط، فلا يوجد مواطنين يشترون من البضائع، منوهاً إلى أن الأوضاع تزداد سوءاً أكثر سنة بعد سنة.
وتمنى مواطن آخر أن الأسواق هذا العام أفضل من الأعوام الأخرى، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب يؤثر على كافة شرائح المجتمع.
من جهته نوه أحد التجار في سوق عمر المختار وسط مدينة غزة، إلى المواطن في قطاع غزة أصبح في هذه الأيام غير قادر على شراء كافة متطلبات العائلة.
بدوره قال أحد الشبان المتسوقين إن العامل والموظف في قطاع غزة أصبحوا متساوين اقتصادياً فكلاهما غير قادر على تحمل أعباء الحياة اليومية في ظل خصومات الرواتب وازدياد نسب البطالة.
من الجدير ذكره أن أكثر من مليوني انسان في قطاع غزة يعانون من حصار خانق فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2006، حيث أدى منذ حينه إلى تفاقم ظروف الحياة اليومية على أهالي القطاع، وانعدام سبل الحل في ظل الانقسام الذي زاد الطين بلةً".