من المقرر أن تبدأ إسرائيل في المنطقة الشمالية، اليوم الثلاثاء، أكبر مناورات للجيش الإسرائيلي منذ 20 سنة، والتي ستستمر لمدة عشرة أيام، يتم خلاله محاكاة سيناريوهات تتصور وقوع مواجهة مع حزب الله.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله يتعقب بتأهب كبير الاستعدادات للتدريب، مشيراً إلى أن المناورات سيتم تدريب الفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، الذي تعمل العديد من السرايا العسكرية في إطاره خلال الحرب.
وأشار إلى أن التدريب سيحاكى سيناريو يتكهن بالتصعيد الأمني السريع في المنطقة الشمالية، وإضطرار الجيش الإسرائيلي للدفاع عن المنطقة وحمايتها أمام المتسللين.
كما سيتدرب الجنود على سيناريو يحاكي تسلل قوة بحرية لبلدة "شفي تسيون"، ووصول قوات حزب الله إلى جسر بنات يعقوب ومهاجمة كيبوتس "غادوت" القريب منه، وبعد ذلك سيتدرب الجنود على مهاجمة الأراضي اللبنانية.
وقال إن هذا التدريب سيندرج مع تدريب لسلاح الجو وسلاح البحرية وسلاح الاستخبارات، التي ستتدرب كلها على إمكانية وقوع مواجهة مع حزب الله.
وستشارك في المناورات عشرات الألوية العسكري التي ستجند الآلاف من جنود الاحتياط، وسيتدرب الجيش على سيناريو يحاكي حدثاً يضطر معه إلى إخلاء البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود بسبب تعرضها للقصف الصاروخي.
وبيّن أن هذا التدريب سيجري على خلفية التغيير الكبير الذي يحدث على الحدود، والذي يشمل تدخل روسيا والولايات المتحدة فيما يحدث في الشرق الأوسط.
وتشير تكهنات قسم الاستخبارات العسكرية إلى محاولات لصياغة "اليوم التالي لداعش" في المنطقة، في وقت تحاول فيه إيران ترسيخ وجودها بسوريا، وليس المقصود مجرد نشاط عسكري، بل ترسيخ الوجود الاقتصادي والتجاري، كمحاولة للسيطرة على مناجم الفوسفات السورية، علماً أن القوات الإيرانية تعمل منذ اليوم في سوريا، على جانب آلاف المحاربين من الميليشيات الشيعية، التي تضم في صفوفها قوات من باكستان وأفغانستان أيضاً.
ومع ذلك فإن المعلومات التي تملكها إسرائيل تشير إلى أن إيران لم ترسخ وجودها في سوريا بعد، لكنها تعمل في المنطقة، في محاولة للتأثير على المدى البعيد. فمثلاً تحاول إنشاء ميناء مشترك مع روسيا، في مدينة طرطوس.
إلى جانب ذلك، يلاحظون في الجهاز الأمني الإسرائيلي توجهاً ملموساً نحو تعزيز ترسانة الصواريخ والقذائف التي يملكها حزب الله، بدعم من التكنولوجيا والمعرفة الإيرانية.
وتوجد لدى حزب الله خطة عمل منظمة لإنتاج الصواريخ في لبنان، أيضاً بواسطة مصانع الصواريخ الباطنية التي أقامها الحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك يسود التقدير في إسرائيل بأنه لم يتم حتى الآن إنتاج صواريخ في لبنان، وإنما كما يبدو هناك خطة تطمح إلى إنتاج الصواريخ وتحويل قذائف إلى صواريخ دقيقة بواسطة منظومات (مثل أجهزة jdam التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي).
ولاحظوا في الجيش الإسرائيلي، بأن حزب الله يتعقب التحضيرات للمناورات، وأنه دخل في حالة تأهب معينة تمهيداً لها، ونتيجة لذلك ينوي الجيش الإسرائيلي تجديد نشاط وحدة "النسر" التابعة لسلاح الاستخبارات، والتي تهدف إلى رصد الاتصالات العلنية ومحاولة اكتشاف معلومات سرية قد يجري تمريرها.
وستحاكي المناورات الإسرائيلية أيضاً، سيناريو يحدد المجلس الوزاري خلاله بأن على الجيش خوض الحرب لهزم حزب الله.
وقال ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي: "أنا أفهم مصطلح الهزيمة على أنه المرحلة التي لا يملك فيها حزب الله القدرة على الهجوم أو يفقد الرغبة في ذلك، وهذه ليست معركة أخرى مع فكرة تهدف إلى الردع، وتوجيه صفعة قوية بما يكفي لضمان عدة سنوات من الهدوء، وإنما إنزال الهزيمة".
ويذكر أن مسألة أهداف الحرب، كما حددها المجلس الوزاري لقيادة الجيش، وقفت في مركز المواجهات الأخيرة خلال حرب لبنان الثانية وخلال حرب الجرف الصامد في غزة.
وبحسب ما قاله ضابط رفيع آخر في الجيش، فقد حدد رئيس الأركان بأن المقصود بمصطلح الهزيمة، هو توجيه ضربة قاصمة إلى البنى التحتية للعدو، وتقليص إطلاق القذائف، "لكن ليس من المؤكد ان هذا سيوقف الحرب" قال.
الجدير ذكره أن المرة الأخيرة التي أجرى فيها الجيش تدريباً لفيلق عسكري، كانت في عام 1998، وتم في إطاره محاكاة سيناريو يتوقع الحرب مع سوريا.