تتواصل الأعمال الإرهابية في محافظة سيناء المصرية، والتي تستهدف قوات الشرطة والجيش وينفذها تنظيم الدولة "ولاية سيناء"، والتي كان آخرها تفجير 4 مدرعات للجيش بالقرب من قرية "التلول" على المدخل الغربي لمدينة العريش، أمس الإثننين، ما أسفر عن استشهاد 18 جندي وضابط مصري، وإصابة العشرات.
وتزامنت هذه التفجيرات التي وقعت أمس مع زيارة وفد رفيع المستوى من قيادة حركة "حماس" بالداخل والخارج للقاهرة، للقاء مسؤولين مصريين وبحث ملفات هامة تخص قطاع غزة ومصر، من حيث الإجراءات الأمنية وتخفيف حدة الحصار الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملف المصالحة.
الأهداف الزمنية
أوضح المحلل السياسي وأدستاذ جامعة الأزهر بغزة، د. ناحي شرب، أن هذه الحادثة الإرهابية التي استهدفت الجنود المصريين، بالتزامن مع زيارة حماس وتوافد حجاج غزة، لها مدلولات خطيرة على الأمن في قطاع غزة، مقدماً التعازي لمصر بضحايا الهجوم الإرهابي.
من جهته، اعتقد المحلل السياسي أكرم عطا الله، أن الهدف الرئيس من التفجير أمس، هو استمرار استهداف الجيش المصري، للنيل من الدولة المصرية ، مؤكداً على أن التفجير الإرهابي لم يأتي بالتزامن مع زيارة حماس مصادفة، بل جاء بنوعٍ من التخطيط الزماني ليتزامن مع الزيارة.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي هاني حبيب، أن هذه التفجيرات الإرهابية، جاءت بالتزامن مع جولة وفد حماس بالقاهرة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على تعزيز العلاقات بين الجانبين، مؤكداً على أنها محاولة لقطع الطريق على تطور العلاقات بينهما.
وأكد شراب، لوكالة "خبر"، على مدى خطورة هذه الحادثة الإرهابية التي استهدفت الجنود المصريين، بالتزامن أيضاً مع موعد عودة حجيج بيت الله الحرام إلى قطاع غزة.
وأشار عطا الله إلى حالة التصادم بين حركة حماس والسلفيين بغزة، الأمر الذي يدفع بالمتشددين إلى تضييق الخناق على العلاقات بين مصر وحماس من خلال هذه التفجيرات.
وشدد حبيب، خلال حديثه لوكالة "خبر"، على أن ردود الأفعال والتصريحات التي خرجت من الطرفين المصري وحماس، لم تؤثر على سير التفاهمات والمباحثات أو على إمكانية تطبيقها على الأرض.
مزيد من العلاقات
قال شراب، إن هذه الحادثة جاءت بالتزامن مع تواجد وفد "حماس" في القاهرة، الأمر الذي يؤكد على أن التفجير يستهدف قطع العلاقات والتفاهمات بين وفد حركة حماس الرفيع المستوى والمسؤولين المصريين.
وأكد عطا الله، لوكالة "خبر"، على أن التنسسيق بين مصر حركة حماس في أفضل حالاته، لافتاً إلى أن التفاهمات واللقاءات إيجابية ومثمرة في كافة الاتجاهات، خاصة محاربة الإرهاب.
وتوقع حبيب أن تؤدي هذه التفجيرات إلى رغبة الطرفين في التعاون والتنسيق، من أجل مواجهة القوى التكفيرية في سيناء، الأمر يُحتم على الطرفين الحفاظ على الأمن القومي لمصر.
وشدد شراب على أنها ستكون دافعاً قوياً لبذل الجهود والتنسيق المباشر والحازم لدحر الإرهاب والتعاون للقضاء عليه، وبالتالي فإن رسالة حماس لمصر "بأننا سنحارب الإرهاب معاً".
ولفت عطا الله إلى أن التفجيرات سيكون لها تأثيراً سلبياً على أطراف ترفض الانفتاح بين مصر وقطاع غزة، متسائلاً: "ماذا سيحدت لو تم فتح معبر رفح، في ظل تجدد التفجيرات بسيناء؟".
فيما اعتقد حبيب أنه تم التفاهم في السابق على حفظ الحدود الأمنية، وبالتالي فإن هذا التفجير سيدفع بالطرفين نحو الإسراع في تنفيذ البنود المتفق عليها خلال اللقاءات السابقة بشكل مدروس.
وتشهد محافظة "سيناء" المصرية أعمالاً إرهابية تصاعدت وتيرتها عقب عزل الرئيس المخلوع محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في شهر يوليو من العام 2013م، استجابةً لمظاهرات شعبية شهدتها شوارع مصر تُطالب بعزله عن الحكم.
ويذكر أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، غادر على رأس وفد من قيادة الحركة بالداخل يضم كلاً من: "يحيى السنوار، وخليل الحية، وروحي مشتهى" إلى جمهورية مصر العربية عبر معبر "رفح" البري جنوب قطاع غزة، وأيضاً عضوية "موسى أبو مرزوق، وصالح العاروي" من قيادة الخارج.